وأقول أخيراً لنختم هذا الموضوع: علينا أن نعلم أن من أراد أن يربي إنساناً، أو يخوّف إنساناً، أو ينصح إنساناً، أن يربيه على خوف الله، وليذكره بخوف الله، ورقابة الله.
الوازع الديني كما يذكره علماء التربية هو رقابة الله، فمتى كانت رقابة الله موجودة في النفس، إذاً فأطلق للإنسان العنان في أي مكان كان، فإنه دائماً سيراقب الله.
ولذلك أقول: أولا: تعجب: -يا أخي الحبيب! - من ذلك الإنسان المسافر في الطريق لوحده، والطريق طويل وشاق، ومع ذلك ينظر إلى ساعته، فإذا بوقت الصلاة قد حان، فيوقف السيارة على جانب الطريق، ثم ينزل فيتوضأ فيحسن الوضوء ويستقبل القبلة ثم يصلي لله خاشعاً ساجداً راكعاً.
سبحان الله! يفعل ذلك لمن؟! لا يطلع عليه أحد من الناس، لكنه يعلم أنه يفعل ذلك من أجل الله.
المرأة في مطبخها في نهار رمضان، أمام أصناف المأكولات والأشربة، ومع ذلك لا تمتد يدها لتأكل شيئاً منه، لماذا؟ ما الذي منعها؟! لا يراها أحد تستطيع أن تأكل كيفما شاءت، وأن تشرب كيفما شاءت، لكنها رقابة الله، وخوف الله، فهي تعلم أن الله مطلع عليها.
المؤمن عندما يتوضأ في نهار رمضان تجده يتمضمض، ويحرص كل الحرص على ألا يدخل إلى أقصى حلقه قطرة واحدة من الماء، لماذا؟! خوف الله وخشية الله، وهكذا هو المبدأ العظيم إذا تربى عليه الصالحون.
أسأل الله جل وعلا أن ينفعنا وإياكم بما سمعنا، وأن يعلمنا ما ينفعنا، اللهم بارك لنا في أنفسنا وأولادنا وذرارينا، اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين، اللهم احفظنا بحفظك، اللهم إنا نسألك خشيتك وخوفك في السر والعلن، اللهم قنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه تسليماً كثيراً.