المنورة الشيخ محمَّد عابد ابن الشيخ أحمد بن علي ابن شيخ الإِسلام محمَّد المزاح الألوي السندي المدرس بالحرم النبوي المتوفى فيه سنة ١٢٥٧ هـ[١٨٤١ م] وأجازه بما حواه ثبته المسمى بحصر الشارد في أسانيد الشيخ عابد كما أجازه الشيخ محمَّد الأمير الصغير بما حواه ثبت والده ومحل الحاجة منه بعد الديباجة قد منّ الله بالاجتماع بالعمدة العلامة القدوة الفهّامة المتوج بتاج العز والكرامة المتوشح من البر والتقوى بأكمل لامه ذي الفطرة السليمة والفكرة المستقيمة الألمعي الباهر اللوذعي الزاهر طبيب أدوائي وأجراحي الشيخ إبراهيم الرياحي جعل الله في اجتماعنا به غاية نجاحي ونهاية فلاحي وذلك عام قدومه لحج بيت الله الحرام ونية الصلاة بروضة سيد الأنام ومشهادة ذلك المقام فأشرقت أنواره في مصر المحروسة وظهرت بها أسراره فاستأنست وغدت هي المأنوسة. وسمعت منه مسلسل الأولية ورغب مني اتصال سنده بأستاذي الوالد ولزمني أن أكون له أول مسعف ومساعد فاستخرت الله وأجزته بجميع ما في ثبت أستاذي أن يرويه عني ويجيز به كما أجازني رحمه الله إجازة عامة مستوفية الشروط في جميع ما هو مشتمل عليه من العلوم والفنون كاملة لما اتصف به من الأهلية وصدق المحبة وحسن الطوية اهـ باختصار، وأجازه أيضاً أبو عبد الله محمَّد بن التهامي الرباطي حين حلّ بتونس سنة ١٢٤٣ هـ إجازة عامة بجميع مروياته المتصلة السند وتصدى لبث العلوم وأجاد وأفاد وأتى على غالب الكتب ختماً وتبارى الشعراء في مديحه في موكب الختام وتخرج عليه الكثير من الفحول الأعلام وأخذوا عنه منهم ابناه الطيب وعلي والشيخ محمَّد بن ملوكة والشيخ محمَّد النيفر وابناه الطاهر والطيب وأجازوه بما حواه ثبت الأمير وثبت المير وثبت الشيخ عابد وصالح ومحمد والشيخ محمَّد البنا والشيخ المناعي والشيخ البحري والشيخ ابن سلامة والشيخ الطاهر بن عاشور والشيخ أحمد بن حسين والشيخ أحمد بن أبي الضياف وشيخنا سالم بوحاجب وشيخنا عمر ابن الشيخ وغيرهم وفي سنة ١٢٤٨ هـ تقدم لرياسة الفتوى وفي سنة ١٢٥٢ هـ حج نيابة عن الأمير المولى مصطفى باشا باي ورجع منه في رجب سنة ١٢٥٣ هـ بإثر وفاة الأمير المذكور وولاية ابنه المشير أحمد باشا باي وسفره للحج كان بعد وحشة وقعت بينه وبين تلميذه قاضي الحاضرة الشيخ محمَّد البحري وذلك أنهما اختلفا في يتيم تزوجت أمه فانتقل الحق لجدته للأم وقضى باستحقاقها الحضانة القاضي المذكور بناء على المشهور في المذهب ولم يرض العم بذلك الحكم وطلب أن يكون في حضانته والتزم بالنفقة