المجتهدين الأخيار في تعليل المسائل الفقهية بمدارك أصولها الشرعية، أخذ عن العارف بالله أحمد بن سليمان وانتفع به وأمره بالهجرة إلى تونس وامتثل أمره وقدم تونس وأخذ عن أعلام منهم الشيخ الكواش وانتفع به وأجازه والشيخ عمر المحجوب وأجازه بما في فهرس الشمس الغرياني والشيخ الشحمي وعنه أخذ الشيخ إبراهيم الرياحي والشيخ البحري والشيخ صالح الغنوشي السوسي المتوفى سنة ١٢٧٦هـ[١٨٥٩م]، وشيخ الإِسلام محمَّد بن أحمد بن الخوجة وجماعة، له رسائل وفتاوى كثيرة مكررة مفيدة وتأليف رد فيه شبهات الوهابي كان إليه المفزع في الفتوى ومشكلات المسائل وفي سنة ١٢٢١هـ تولى خطة القضاء وفي سنة ١٢٣١هـ نقل لخطة الفتوى وفي السنة أعيد لخطة القضاء وفي سنة ١٢٣٥هـ امتحن بالعزل والنفي لبلد ماطر وسجن بعض أتباعه لنبأ فاسق بأنه يترقب زوال الدولة وبعد أربعة وثلاثين يوماً صدر الإذن بسراحه وقدم تونس ومكث بداره يقرىء وانجذبت القلوب لمغناطيس علومه واقتطفوا من رياض منظومه ومفهومه وقابله الخاص والعام بإجلال وتعظيم لم يعهد أيام الولاية فكان كما قيل:
إن الأمير هو الذي ... يضحى أميراً بعد عزله
إن زال سلطان الولا ... ية فهو في سلطان فضله
وفي سنة ١٢٣٩هـ رجع للفتوى ولما توفي الشيخ محمَّد المحجوب سنة ١٢٤٣هـ[١٨٢٧م]، صار رئيس الفتوى عوضه وتوفي على ذلك سنة ١٢٤٨هـ[١٨٣٢م]، ورثاه الشيخ إبراهيم الرياحي وغيره.
١٤٩٠ - أبو محمَّد حسن بن محمَّد الهدة السوسي: رئيس المفتين بها الفقيه الفاضل المتفنن البارع في الفتوى القدوة الكامل. أخذ عن والده والشيخ صالح الكواش، وعنه جماعة من أهل تونس وسوسة. له شرح على البسملة ورسائل في الفقه. توفي عن سن عالية سنة ١٢٤٨ هـ[١٨٣٢م].
[فرع فاس]
١٤٩١ - أبو محمَّد عبد الله ابن الولي الصالح الحسن بن أحمد بن الحسين بن ناصر الدرعى: الولي الكبير العارف بالله الشهير صاحب الكرامات الظاهرة والمكاشفات الباهرة شيخ زاوية أسلافه بدرعة الوارث لسره. أخذ عنه أعلام منهم.