عليه من ماله إلى أن يبلغ الأشد ويأخذ إرثه في أبيه كاملًا فقضى له بذلك صاحب الترجمة اعتماداً على غير المشهور ونظراً لمصلحة اليتيم فانتصر هذا لرأيه وهذا لرأيه ووقع بينهما اختلاف في المجلس آل الأمر إلى أن القاضي أتى بدواوين من كتب الفقه فحملها الأعوان وجعلوها بين يديه وطلب من الباي أن يأمر أحد الكتاب بقراءة محل الحاجة من كل كتاب فغضب صاحب الترجمة وقال لتلميذه في ذلك المجلس: يا قليل الحياء، فأثرت هاته المقالة في الباي وانفصل المجلس بتنفيذ حكم القاضي كما أن الشيخ تأثر وبعث بتخليه عن الخطة ولم يجبه الباي لذلك ولما وصل الشيخ للحرم النبوي أنشد عند باب السلام قصيدة تشعر بالدعاء على خصمه وأولها:
إليك رسول الله جئت من البعد ... أبثك ما في القلب من شدة الوقد
وفي سنة ١٢٥٤ هـ بعثه المشير المذكور سفيرًا في مهم لدار الخلافة الآستانة العلية ومدح السلطان المعظم المولى محمود بقصيدة غراء أولها:
العز بالله للسلطان محمود ... ابن السلاطين محمود بمحمود
ولقي هناك إقبالًا فوق ما يذكر واستجازه شيخ الإِسلام وقدوة الأنام أحمد عارف وأجابه لذلك نظمًا. له ديوان خطب وديوان شعر في المديح وغيره ورسائل وأجوبة عن مسائل علمية تسع مجلداً منها فتوى بجواز الاحتماء بالأجنبي من الملة ورسالة رفع اللجاج في نازلة ابن الحاج في شأن الحضانة المشار لها وحاشية على شرح الفاكهي على القطر وشرح لطيف على الخزرجية والنرجسية العنبرية في الصلاة على خير البرية ورسالة في الرد على المنكرين على الطريقة التجانية ولما وردت رسالة عالم مصر وصالحها الشيخ محمَّد النميلي التونسي الأصل المسماة بالصوارم والأسنة رد فيها على الشيخ أحمد التجاني على بعض كتابة في صفة الكلام من علم التوحيد إنتصر صاحب الترجمة لأستاذه وألّف رسالة سماها المبرد لكن لما بلغت هاته الرسالة للشيخ كتب في الرد عليه نحو خمسة وأربعين كراساً وله رسالة في الحكم إذا علل بعلة وارتفعت فإنه يرتفع ورسالة في الأعذار ورسالة في الرد على الوهابي وكتابة على قوله تعالى:{إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} ومنظومة في النحو ومنظومة في الصلوات التي تفسد على الإِمام دون المأموم وغير ذلك، مولده سنة ١١٨٠ هـ وتوفي في رمضان سنة ١٢٦٦ هـ[١٨٤٩ م] بالطاعون وكان هو خاتمته وحضر جنازته الأمير والمأمور والخاصة والجمهور ودفن بزاويته المذكورة