ودليلُهم: أنّ النّكرة لا تُفيد في البدل إلاّ أنْ تكون موصوفة. وبرأيهم أخذ ابن الحاجب في الكافية ١٣٨، والرّضيّ في شرحه على الكافية ١/٣٤٠، وبيَّن أنّ ذلك ليس على الإطلاق، بل هو في بدل الكلّ من الكلّ؛ كما ذهب إليه ابن أبي الرّبيع في الملخّص ١/٥٦٤، والسُّهيليّ. الهمع ٥/٢١٨. واشترط البغداديّون في بدل النّكرة من غيرها: أن تكون من لفظ الأوّل. وردّ ذلك كلّه ابن عصفور، ووصفه بالفساد، واستشهد ببعض الشّواهد. يُنظر: شرح الجُمل ١/٢٨٦، ٢٨٧. والصّحيح: أنّه لا يُشترط شيءٌ من ذلك؛ لوُرود السّماع به. قال أبو حيّان في الارتشاف ٢/٦٢٠: "وسُمع بدل النّكرة من المعرفة، وليست من لفظ الأوّل، ولا موصوفه؛ وهذا مذهب البصريّين". ويُنظر: الحجّة لأبي عليّ الفارسيّ ٦/٣٧٢، وشرح المفصّل ٣/٦٨، والمقرّب ١/٢٤٤، ٢٤٥، وتوضيح المقاصد ٣/٢٥٥، ٢٥٦، والهمع ٥/٢١٨. ٢ من الآية: ١٥، والآية: ١٦ من سورة العَلق. ٣ هذا عجُز بيتٍ من البسيط، ولم أقف على صدره، ولم أعثر على قائله. والشّاهدُ فيه: (دارٍ) حيث أبدلت من الدّار، وسوّغ إبدالها من المعرفة كونها موصوفة بالجملة الّتي بعدها. ولم أجد مَنْ ذكر هذا البيت.