أنْ تقع بعد فاء الجزاء، نحو: {مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: ٥٤] ؛ فالكسر على معنى فهو غفورٌ رحيم، والفتح على معنى فالغفران والرّحمة حاصلان، أو: فالحاصل الغفران والرّحمة. وأن تقع بعد واوٍ مسبوقةٍ بمفرد صالح للعطف عليه، نحو: {إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيْهَا وَلاَ تَعْرَى وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَأُ فِيْهَا وَلاَ تَضْحَى} [طه:١١٨] قرأ نافعٌ وأبو بكر بالكسر إمّا على الاستئناف، أو بالعطف على جملة (إنّ) الأولى؛ والباقون بالفتح بالعطف على {أَلاَّ تَجُوعَ} . يُنظر: شرح الكافية الشّافية ١/٤٨٥، وابن النّاظم ١٦٥، وأوضح المسالك ١/٢٤٢، والتّصريح ١/٢١٨، والأشمونيّ ١/٢٧٥. ٢ في ب: عطفت. ٣ هذا بيتٌ من الرّجز، وهو لرؤبة بن العجّاج. وأراد بالرّبيع، والخريف، والصّيوف - وهو جمع صيف -: أمطارهنّ. و (الجون) : الأسود، والمُراد: سواد سحابه، كنايةً عن كثرة مائه؛ لأنّ السّحابة إنّما توصف بالسّواد إذا كانت حافلة بالماء؛ ويروى في مكانه (الجود) : وهو المطر الغزير. وأبو العبّاس هو: الخليفة العبّاسي، الملقّب بالسّفّاح. والشّاهدُ فيه: (والخريفا، والصّيوفا) حيث عطفهما بالنّصب على (الرّبيع) الّذي هو اسم (إنّ) . يُنظر هذا البيت في: الكتاب ٢/١٤٥، والمقتضب ٤/١١١، وشرح الكافية الشّافية ١/٥١٠، وابن النّاظم ١٧٥، وأوضح المسالك ١/٢٥١، والمقاصد النّحويّة ٢/٢٦١، والتّصريح ١/٢٢٦، والهمع ٥/٢٨٥، وملحقات ديوان رؤبة ١٧٩.