كتاب اللمحة في شرح الملحة

نحو: (لا رجل وامرأةٌ في الدّار) ، والنّصبُ بالعطف على [موضع] ١ اسم (لا) ٢، ومنه قولُ الشّاعر:

فَلاَ أَبَ وَابْنًا مِثْلَ مَرْوَانَ وَابْنِهِ ... إِذَا هُوَ بِالمَجْدِ اِرْتَدَى وَتَأَزّرَا٣

١ ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السّياق، وهي من ابن النّاظم.
٢ ولا يجوز بناء المعطوف على الفتح؛ لأجل فصل العاطف، وقد حكى الأخفش: (لا رجل وامرأةَ فيها) بالبناء على الفتح، وهو شاذّ؛ مخرّج على أنه ركّب المعطوف مع (لا) فبني، ثم حذفت، وأبقي حكمها.
يُنظر: شرح المفصّل ٢/١١٠، وابن النّاظم ١٩١، وأوضح المسالك ١/٢٨٩، ٢٩٠، وابن عقيل ١/٣٧٣، والتّصريح ١/٢٤٣.
٣ هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لرجل من بني عبد مناة بن كِنانة، يمدح فيه مروان بن الحكم وابنه عبد الملك بن مروان؛ ويُنسب للفرزدق - وليس في ديوانه -، كما يُنسب لغيرهما.
و (المجد) : العزّ والشّرف. و (ارتدى) : لَبِسَ الرّداء، وهو ما يستُر النّصف الأعلى. و (تأزّر) : لَبِسَ الإزار وهو الثّوب الّذي يستر النّصف الأسفل؛ والارتداء والاتّزار بالمجد كِناية عن غاية الكرم ونهاية الجُود، فكأنّهما متلبّسان به لا يفارقانه.
والشّاهد فيه: (فلا أبَ وابنًا) حيث عطف على اسم (لا) النّافية للجنس ولم يكرِّرها؛ وجاء بالمعطوف منصوبًا؛ لأنّه عطفه على محلّ اسم (لا) ؛ وهو مبنيّ على الفتح في محلّ نصب؛ ويجوز فيه الرّفع، ووجهه أن يكون معطوفًا على محلّ (لا) مع اسمها، فإنّهما معًا في محلّ رفع بالابتداء.
يُنظر هذا البيتُ في: الكتاب ٢/٢٨٥، ومعاني القرآن للفرّاء ١/١٢٠، والمقتضب ٤/٣٧٢، واللّمع ٩٩، وشرح المفصّل ٢/١٠١، ١١٠، وابن النّاظم ١٩١، وتخليص الشّواهد ٤١٣، والمقاصد النّحويّة ٢/٣٥٥، والتّصريح ١/٢٤٣، والخزانة ٤/٦٧.