للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنْ ألغيتَ الأولى١ رفعتَ الاسم بعدها، وجاز لك في الثّاني وجهان:

أحدهما: الفتح على إعمال (لا) الثّانية؛ مثالُه: (لا حولٌ ولا قوّةَ إلاَّ بِالله) ، ومنه قولُ الشّاعر:

فَلاَ لَغْوٌ وَلاَ تَأْثِيمَ فِيهَا ... وَمَا فَاهُوا بِهِ أَبَدًا مُقِيمُ٢

الثّاني: الرّفع على إلغاء (لا) ، أو زيادتها وعطف الاسم بعدها على ما قبلها؛ مثالُه: (لا حولٌ ولا قوّةٌ إلاَّ بالله) ، ومنه قولُ الشّاعر:

وَمَا هَجَرْتُكِ حَتَّى قُلْتِ مُعْلِنَةً ... لاَ نَاقَةٌ لِي فِي٣ هَذَا وَلاَ جَمَلُ٤


١ في أ: وإن ألغيت لا.
٢ هذا بيتٌ من الوافر، وهو لأميّة بن أبي الصّلت، وهو ملفّقٌ من بيتين، وصوابُ الإنشاد - كما في الدّيوان ٤٧٥، ٤٧٧ - هكذا:
وَلاَ لَغْوٌ وَلاَ تَأْثِيمَ فِيهَا ... وَلاَ غَوْلٌ وَلاَ فِيهَا مُلِيمُ
وَفِيهَا لَحْمُ سَاهِرَةٍ وبَحْرٍ ... وَمَا فَاهُوا بِهِ لَهُمُ مُقِيمُ
و (السّاهرة) : هي الأرض، وهي في مقابِلة البحر. والأبياتُ في وصف نعيم أهل الجنّة.
والشّاهد فيه: (فَلاَ لَغْوٌ وَلاَ تَأْثِيمُ) حيث رفع الاسم الواقع بعد (لا) الأولى؛ على أنّها ملغاة؛ وفتح الاسم الواقع بعد (لا) الثّانية على أنّها نافية للجنس، عاملة عمل (إنّ) .
يُنظر هذا البيت في: معاني القرآن للفرّاء ١/١٢١، واللّمع ٩٩، وشرح الكافية الشّافية ١/٥٢٥، وابن النّاظم ١٨٩، وتخليص الشّواهد ٤٠٦، ٤١١، وابن عقيل ١/٣٦٩، والمقاصد النّحويّة ٢/٣٤٦، والتّصريح ١/٢٤١، والخزانة ٤/٤٩٤، والدّيوان ٤٧٥، ٤٧٧.
٣ في أ: فيها.
٤ هذا بيتٌ من البسيط، وهو للرّاعي النّميريّ.
والشّاهد فيه: (لا ناقةٌ لي في هذا ولا جَمَلُ) حيث رفع الاسم الواقع بعد (لا) الأولى؛ على أنّها ملغاة؛ ورفع الاسم الواقع بعد (لا) الثّانية على أنّها زائدة، والاسم بعدها معطوفٌ على الاسم الّذي بعد (لا) الأولى؛ أو على أنّها ملغاة، والاسم بعدها مرفوع بالابتداء وخبره محذوف.
يُنظر هذا البيت في: الكتاب ٢/٢٩٥، ومجالس ثعلب ١/٢٨، واللّمع ٩٨، وشرح المفصّل ٢/١١١، ١١٣، وشرح التّحفة الورديّة ١٦٥، وتخليص الشّواهد ٤٠٥، والمقاصد النّحويّة ٢/٣٣٦، والتّصريح ١/٢٤١، والدّيوان ١٩٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>