٨٥ -
(قواطناً مكّة من ورق الحمي ... ) أَرَادَ (الْحمام) وَهَذَا لَا يُقَاس عَلَيْهِ وَلَا يثبت بِهِ أصل
وأمَّا عود الضَّمِير المثّنى إِلَيْهِ فعلى الْمَعْنى والإفراد على اللَّفْظ وَهَذَا مثل (كُلّ) و (مَن) فإنَّ الضَّمِير يعود إِلَى لَفْظهمَا تَارَة كَقَوْلِه تَعَالَى {وكلّهم آتيه يَوْم الْقِيَامَة فَردا} و {بلَى من أسلم وَجهه لله} وَتارَة يجمع حملا على الْمَعْنى كَقَوْلِه تَعَالَى {وكلُّ أَتَوْهُ داخرين} و {وَمن الشَّيَاطِين من يغوصون لَهُ} {وَمِنْهُم من يَسْتَمِعُون إِلَيْك}
وأمَّا جعلهَا بِالْيَاءِ فِي الْجَرّ وَالنّصب فَلم يكن لما قَالُوا إِذْ لَو كَانَ كَذَلِك لاستمرَّ مَعَ المضمّر والمظهر كَمَا فِي كلَّ مثنَّى وأنَّما قلبت الْألف يَاء مَعَ الْمُضمر لوَجْهَيْنِ أحدُهما أنَّ (كلا وكلتا) يشبهان (على وَإِلَى ولدى) فِي أنَّها لَا تسْتَعْمل واحده بل لَا بُد من دُخُولهَا على الِاسْم وأنَّ آخِره ألف كآخرهما وكما تجْعَل الْألف فِي (على) يَاء مَعَ الْمُضمر كَذَلِك (كلا) واختص ذَلِك بِالنّصب والجر كَمَا أَن (على) يكون موضعهَا نصبا بحقّ الأَصْل
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute