للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولما ساق ابن عدي هذا الحديث وحديثًا آخر في ترجمته، قال: (وله غير ما ذكرت عن قتادة، وكلها غير محفوظة) (١).

وحُكْمُ الترمذي عليه بالغرابة؛ يعني أن علي بن مسعدة قد تفرد به دون أصحاب قتادة، ولا يحتمل تفرده، ولهذا قال الإمام أحمد: (هذا حديث منكر) (٢) ورواه أحمد في "الزهد" ص (١٢١) من طريق الخفَّاف، عن سعيد، عن قتادة .. وهذا يفيد أنه من قوله.

وأما قول الحافظ: (وسنده قوي) فهذا فيه نظر، لما تقدم.

• الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (كل بني آدم) هذه صيغة عموم.

قوله: (خَطَّاءٌ) صيغة مبالغة من الثلاثي خَطِئَ، قال أبو عبيدة: (خَطِيءَ خَطئًا من باب علم، وأخطأ بمعنى واحد لمن يذنب على غير عمد) (٣).

وجاء بالإفراد نظرًا إلى لفظ (كل)، وفي رواية: (خطاؤون) نظرًا إلى معنى (كل) وهو الجمع.

قوله: (وخير الخطائين التوابون) جمع تواب صيغة مبالغة؛ أي: الرجاعون إلى الله تعالى بالتوبة من المعصية إلى الطاعة، والتوبة هي: الاعتراف والندم والإقلاع والعزم على ألا يعود.

• الوجه الثالث: يستدل العلماء بهذا الحديث على أن من شأن ابن آدم الخطأ والوقوع في الذنب؛ لما جبل عليه هذا النوع من الخلق من الضعف، وعدم الانقياد لمولاه في فعل ما إليه دعاه، وترك ما عنه نهاه، وهذا أمر لا يسلم منه أحد من البشر، لكن منهم المقل ومنهم المكثر، ومن فضل الله ورحمته أن فتح باب التوبة لجبر هذا الخلل الذي يقع من الإنسان.


(١) "الكامل" (٥/ ٢٠٧).
(٢) "المنتخب من "العلل" للخلال" ص (٣٧).
(٣) "المصباح المنير" ص (١٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>