للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحسن) (١). لكن له أفراد (٢)، وهذا الحديث منها، فإن مداره عليه فلم يتابعه عليه أحد.

والحديث حسّنه الألباني في "صحيح الجامع" (٣)، و"صحيح سنن أبي داود" (٤)، كما حسّن الحديث الشيخ عبد العزيز بن باز في تعليقه على "البلوغ" (٥).

* الوجه الثاني: في شرح ألفاظه:

قوله: (من شفع) الشفاعة: مصدر شفعت في الأمر شفعًا وشفاعة فأنا شفيع وشافع: طالبت بوسيلة أو ذِمام، وأصل الشفع: جعل الشيء اثنين، فكأن الشفيع يضم صوته لصوت المشفوع له في قضاء حاجته.

والشفاعة اصطلاحًا: التوسط للغير بجلب منفعة أو دفع مضرة.

قوله: (لأخيه) المراد: أخوه في الإسلام.

قوله: (فأهدى له هدية فقبلها) الهدية في اللغة: ما أُتحف به، وعند الفقهاء: ما بعثته لغيرك بقصد الإكرام أو التودد أو المكافأة. فالدافع للهدية إما المحبة أو الصداقة أو طلب حاجة. والفرق بينها وبين الهبة، أن الهدية ما يتقرب به المهدي إلى المُهدى إليه، وليس كذلك الهبة، وسيأتي مزيد بيان لذلك في باب "الهبة" إن شاء الله تعالى.

قوله: (فقد أتى بابًا عظيمًا من أبواب الربا) أي: فقد دخل مدخلًا عظيمًا من مداخل الربا وانغمس في الحرام.

وتسميته ربا من باب الاستعارة للشبه بينهما، وذلك لأن الربا هو الزيادة لا في مقابل عوض، وهذا مثله، ولعل هذا غرض الحافظ من ذكر هذا الحديث في باب "الربا".


(١) "معجم أسامي الرواة" (٣/ ٤٣٠).
(٢) انظر: "المجروحين" (٢/ ٢١٤)، "تهذيب التهذيب" (٨/ ٢٩٠).
(٣) (٦١٩٢).
(٤) (٣٠٢٥).
(٥) (٢/ ٥٠٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>