للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

(مظفر النَّصْر مَبْعُوث بهمته ... إِلَى العزائم مَدْلُول على الغلب)

(والدهر بِالْقدرِ المحتوم يَخْدمه ... وَالْأَرْض بالخلق والأفلاك بِالشُّهُبِ)

(ويجتلي الْخلق من راياته أبدا ... مبيضة النَّصْر من مصفرة العذب)

(إِن العواصم كَانَت أَي عَاصِمَة ... معصومة بتعاليها عَن الرتب)

(مَا دَار قطّ عَلَيْهَا دور دَائِرَة ... كلا وَلَا واصلتها نوبَة النوب)

(لَو رامها الدَّهْر لم يظفر ببغيته ... وَلَو رَمَاهَا بقوس الْأُفق لم يصب)

(وَلَو أَتَى أَسد الأبراج منتصرا ... خارت قوائمه عَنْهَا وَلم يثب)

(جليسه النَّجْم فِي أَعلَى مَنَازِله ... وطالما غَابَ عَنْهَا وَهِي لم تغب)

(تلقى إِذا عطشت والبرق أرشية ... كواكب الدَّلْو فِي بِئْر من السحب)

(كل القلاع تروم السحب فِي صعد ... إِلَّا العواصم تبغي السحب فِي صبب)

(حَتَّى أَتَى من منال النَّجْم مطلبه ... يَا طَالب النَّجْم قد أوغلت فِي الطّلب)

(من لَو أَبى الْفلك الدوار طَاعَته ... لصير الرَّأْس مِنْهُ مَوضِع الذَّنب)

(أَتَى إِلَيْهَا يَقُود الْبَحْر ملتطما ... وَالْبيض كالموج والبيضات كالحبب)

(تبدو الفوارس فِيهَا فِي سوابغها ... بَين النقيضين من مَاء وَمن هَب)

(مستلئمين وَلَوْلَا أَنهم حفظوا ... عوائد الْحَرْب لاستغنوا عَن اليلب)

(جمَالهمْ فِي مغازيهم إِذا قَفَلُوا ... حمالَة السَّبي لَا حمالَة الْحَطب)

(فَطَافَ مِنْهَا بِرُكْن لَا يقبله ... إِلَّا أسنة أَطْرَاف القنا السَّلب)

(وَحل من حولهَا الْأَقْصَى على فلك ... وَدَار من برجها الْأَعْلَى على قطب)

(ومانعته كمعشوق تمتعه ... أشهى من الشهد أَو أحلى من الضَّرْب)

(فَمر عَنْهَا بِلَا غيظ وَلَا حنق ... وَسَار عَنْهَا بِلَا حقد وَلَا غضب)

(تطوي الْبِلَاد وأهليها كتائبه ... طيا كَمَا طوت الْكتاب للكتب)

(وافى الْفُرَات فَألْقى فِيهِ ذَا لجب ... يظل يهزأ من تياره اللجب)

(رمت بِهِ الجرد فِي التيار أَنْفسهَا ... فعومها فِيهِ كالتقريب والخبب)

(لم ترض بالسفن أَن تَغْدُو حواملها ... فعزها لَيْسَ يُرْضِي ذلة الْخشب)

(وَكَانَ علمهَا قطع الْفُرَات بِهِ ... تعلم العوم فِي بَحر الدَّم السرب)

(وجاوزته وَأبقى من فواقعه ... درا ترصع فَوق الْعرف واللبب)

<<  <  ج: ص:  >  >>