الْقَلِيل وَكَانَ حصنا حصينا وَفِيه الأقوات وَالرِّجَال وَعلم أَنه لَا يُؤْخَذ إِلَّا بعد شَدَائِد فَعَاد إِلَى دمشق ودخلها فِي سادس عشر شهر جُمَادَى الأولى فَأَقَامَ فِي دمشق خَمْسَة أَيَّام فَبَلغهُ أَن الفرنج قصدُوا جبيلا فَخرج مسرعا فَلَمَّا علمُوا بحركته رجعُوا فَصَارَ نَحْو حصن الأكراد وَكَانَ قد وصل إِلَيْهِ عماد الدّين صَاحب سنجار ومظفر الدّين ابْن زين الدّين وعسكر الْموصل فوصل إِلَى أنطرسوس سادس جُمَادَى الأولى فَلَمَّا رَآهَا نزل عَلَيْهَا وَمَا لحق الْعَسْكَر يضْرب الخيم حَتَّى تعلق الْمُسلمُونَ فِي الأسوار وأخذوها بِالسَّيْفِ وغنموا شَيْئا كثيرا وأحرقوها وَأقَام عَلَيْهَا إِلَى رَابِع عشر جُمَادَى الأولى ثمَّ سَار يُرِيد جبلة فوصل إِلَيْهَا وَمَا تمّ نُزُوله إِلَّا أَن ملكهَا وَكَانَ فِيهِ مُسلمُونَ مقيمون وقاض يحكم فيهم وسلمت القلعة بالأمان بعد قتال شَدِيد فِي تَاسِع عشر جُمَادَى الأولى وَأقَام عَلَيْهَا إِلَى الثَّالِث وَالْعِشْرين من الشَّهْر وَسَار إِلَى اللاذقية وَنزل عَلَيْهَا الرَّابِع وَالْعِشْرين من جُمَادَى الأولى وَاشْتَدَّ الْقِتَال إِلَى آخر النَّهَار فَأخذ الْبَلَد دون القلعتين وغنم النَّاس شَيْئا كثيرا وجدوا فِي النقوب إِلَى أَن كَانَ النقب طوله سِتِّينَ ذِرَاعا وَعرضه أَرْبَعَة أَذْرع فَطلب الفرنج الْأمان وَالصُّلْح على سَلامَة نُفُوسهم وذراريهم وَنِسَائِهِمْ وَأَمْوَالهمْ مَا خلا الغلال والذخائر وَالسِّلَاح وآلات الْحَرْب فأجابهم وَأقَام عَلَيْهَا إِلَى سَابِع عشْرين جُمَادَى الأولى ورحل إِلَى صهيون وَنزل عَلَيْهَا تَاسِع عشْرين الشَّهْر فَأَخذهَا يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي جُمَادَى الْآخِرَة وَقَاتل القلعة قتالا عَظِيما فَطلب الفرنج الْأمان بِشَرْط أَن يُؤْخَذ من الرجل عشرَة دَنَانِير وَالْمَرْأَة خَمْسَة دَنَانِير وَمن كل صَغِير دِينَارَانِ الذّكر وَالْأُنْثَى سَوَاء ثمَّ إِنَّه أَقَامَ بِهَذِهِ الْجِهَة إِلَى أَن أَخذ عدَّة قلاع مِنْهَا بلاطنس وَغَيرهَا ثمَّ رَحل وأتى بكاس فَنزل عَلَيْهَا سادس جُمَادَى الْآخِرَة وقاتلوا قتالا عَظِيما ثمَّ يسر الله فتحهَا وَقتل أَكثر من بهَا وَأسر الْبَاقُونَ وغنم النَّاس كثيرا ثمَّ إِن قلعة الشغر طلب أَهلهَا الْأمان فِي ثَالِث عشر الشَّهْر الْمَذْكُور وسألوا المهلة ثَلَاثَة أَيَّام وطلع الْعلم السلطاني إِلَيْهَا يَوْم الْجُمُعَة سادس عشر الشَّهْر ثمَّ إِن السُّلْطَان سَار إِلَى برزية فَنزل عَلَيْهَا يَوْم السبت رَابِع عشْرين الشَّهْر ثمَّ أَخذهَا عنْوَة يَوْم الثُّلَاثَاء السَّابِع وَالْعِشْرين من الشَّهْر ثمَّ صَار مِنْهَا إِلَى دربساك وَنزل عَلَيْهَا يَوْم الْجُمُعَة ثامن من رَجَب وتسلمها يَوْم الْجُمُعَة ثَانِي عشْرين الشَّهْر الْمَذْكُور وَأَعْطَاهَا للأمير علم الدّين سُلَيْمَان بن جندر وَسَار عَنْهَا وَنزل على بغراس وتسلمها بعد الْقِتَال فِي ثَانِي شعْبَان وراسله أهل أنطاكية فِي طلب الصُّلْح فَصَالحهُمْ لشدَّة ضجر الْعَسْكَر وَكَانَ شَرط الصُّلْح على أَن يُطلق كل أَسِير عِنْدهم وَالصُّلْح إِلَى سَبْعَة أشهر فَإِن جَاءَهُم من ينصرهم وَإِلَّا سلمُوا الْبَلَد ورحل السُّلْطَان فَسَأَلَهُ وَلَده الظَّاهِر غَازِي أَن يجتاز بِهِ فَأَجَابَهُ وَدخل حلب فِي حادي عشر شعْبَان وَأقَام بالقلعة ثَلَاثَة أَيَّام وَسَار من حلب فاعترضه تَقِيّ الدّين ابْن أَخِيه وأصعده إِلَى قلعة حماه وَعمل لَهُ طَعَاما وسماعا صوفيا وَبَات فِيهَا لَيْلَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute