للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(كَأَنَّمَا طلعته وطرته ... صبح وليل قد أناخت ظلمته)

(كَأَنَّمَا عذاره وخده ... ضدان لاحا وَصله وصده)

(كَأَنَّمَا رضابه عقار ... كَأَنَّمَا خداه جلنار)

(حَتَّى إِذا مَالَتْ إِلَى الْغُرُوب ... شبهتها بالقدح المكبوب)

(والبدر فِي وسط النُّجُوم زَاهِر ... كالملك قد حفت بِهِ العساكر)

(كَأَنَّمَا عُطَارِد لما طلع ... أدْركهُ وَقد بدا الْبَدْر الْجزع)

)

(فَهُوَ من الخيفة مِنْهُ يرتعد ... كقلب صب راعه الْحبّ بصد)

(وقابل المريخ فِي الْأُفق زحل ... كَأَنَّهُ شهَاب نَار تشتعل)

(ولاحت الزهرة وَهِي تزهر ... فنوره لكل نجم يبهر)

(فَلم أزل لكل نجم أرصد ... حَتَّى تولى للغروب الفرقد)

(وَسَار للغرب الظلام يطْلب ... كَأَنَّهُ من الصَّباح يهرب)

(ثمَّ بدا الصُّبْح بِوَجْه مُسْفِر ... وَغَابَتْ الجوزاء إِثْر المُشْتَرِي)

(وانهزمت عَسَاكِر اللَّيْل وَلم ... يبْق الصَّباح إِذْ بدا على الظُّلم)

(وهتكت ستر الدجا أنواره ... وأسبلت على الورى أستاره)

(وَلم يكن فِي الأَرْض نور للقمر ... حَتَّى كَأَن لم يَك لِليْل أثر)

(فَقلت يَا مولى الْعقيلِيّ أجب ... عَبدك فِي نومك ذَا لما طلب)

(وقم بِنَا بِلَا خلاف نصطبح ... فيومنا يَوْم سرُور وَفَرح)

(قد غَابَتْ الأحزان عَنهُ فاغتنم ... غَفلَة صرف الدَّهْر مَا مولى الْأُمَم)

(فقد أَتَى الطاهي لنا قبل السحر ... بجونة فِيهَا جَمِيع مَا حضر)

(وَذَاكَ أَنِّي عِنْد بَدْء الحندس ... قلت لَهُ إيت بهَا فِي الْغَلَس)

(فجَاء الصُّبْح بهَا كَمَا طلع ... كَأَنَّهُ لما استنار ولمع)

(شيب بدا فِي عَارض الظلام ... يلوح أَو كصفحة الحسام)

(مثل عروس للجلا مزينه ... وَهِي بأنواع الطَّعَام مشحنه)

(قد ألبست من الرقَاق الناعم ... غلائلاً لذيذة المطاعم)

(وَالْبيض والجبن مَعَ الزَّيْتُون ... والنعنع الْمَخْلُوط بالطوخون)

<<  <  ج: ص:  >  >>