(يُصغي اللَبيبُ لَهُ فيَقْسِمُ لُبّه ... بَينَ التعجُّبِ مِنْهُ والإعْجابِ)
(جدٌّ يَطير شاعة وفُكاهَةٌ ... تستعطِفُ الأحْبابَ للأحْبابِ)
(أعزِزْ عليّ بأنْ أرى أشلاءَه ... تَدْمَى بِظُفْرِ للعَدوّ ونابِ)
(أَفِنٍ رَماهُ بغارةٍ مأفونَةِ ... باعَتْ ظِباءَ الرّوم فِي الْأَعْرَاب)
وَهِي طَوِيلَة وَهَذَا مِنْهَا كَاف وَلَهُ كتاب المحبّ والمحبوب والمسوم والمشرو وَكتاب الديرة وَمن شعر السّري الرفّاء من السَّرِيع)
(وَكَانَتْ الإبْرةُ فِيمَا مَضى ... صِيَانة وَجْهي وأشْعاري)
(فأصْبَحَ الرِزقُ بِهَا ضيفاً ... كأنَّه من ثُقْبِها جارِ)
وَمِنْه من الْكَامِل
(يَلْقَى النَدَى برقيق وجهٍ مُسفِرٍ ... فَإِذا التقى الْجَمْعَانِ عادَ صَفيقا)
(رَحبُ المنازلِ مَا أَقَامَ فإنْ سرَى ... فِي حجِفل ترك الفضاء مضيقا)
وَمِنْه من الْكَامِل
(أَلْبَستَني نِعَماً رأيتُ بِهَا الدُجى ... صُبْحاً وكُنتُ أرَى الصَباحَ بهيما)
(فغَدوتُ يحَسُدني الصَديقُ وقَبْلَها ... قَدْ كَانَ يَلْقاني العدوُّ رحِيما)
وَمِنْه من الوافر
(بنفسي من أجودُ لَهُ بنفسي ... ويَبْخلُ بالتحيّة والسلامِ)
(وحَتْفِي كامِنٌ فِي مُقْلَتَيهِ ... كمُونَ المَوْتِ فِي حَدّ َالحُسامِ)
اجْتمع الشُّعَرَاء الشُّيُوخ فِي دهليز سيف الدولة كالنامي والصنوبري وَمن الناشئين كالببغاء والخالديّين والسريّ الرفّاء فتذاكروا الشّعْر وأنشدوا قصيدة أبي الطيّب من الطَّوِيل فَدَيْنَكَ من رَبعٍ وَإِن زدتنا كرْبَا واسنحسن الْجَمَاعَة قَوْله من الطَّوِيل
(نزلنَا عَن الأكوار نمشي كَرَامَة ... لمن بانَ عَنهُ أنْ نُلِمَّ بِهِ رَكْبا)
فَقَالَ السريّ لَوْلَا أنْكم بعد هَذَا إِذا سَمِعْتُمْ مَا قلته ادّعيتم أنّني سرقْتُهُ مِنْهُ لأمسكْتُ ثُمَّ أنْشد لاميّةً فِيهَا من الْكَامِل
(نُحفى وننزل وَهوَ أعْظَمُ حُرمةً ... مِن أنْ يُدالَ برِاكبٍ أَو ناعِلِ)
فحكموا لَهُ بِالزِّيَادَةِ فِي قَوْله نحفى وننزل