وَقتل مِنْهُم جَعْفَر بن فلاح ثمَّ أنّه توجَّه إِلَى مصر وحاصرها شهوراً واستخلف على دمشق ظَالِم بن مرهوب الْعقيلِيّ وَكَانَ يظْهر طَاعَة أَمِير الْمُؤمنِينَ الطائع وَلما قصد القرمطي أَبُو عَليّ أَحْمد مصر جرت بَينه وَبَين جَوْهَر الْقَائِد حربٌ بِعَين شمسٍ وَانْهَزَمَ القرمطي وَرجع إِلَى الأحساء من أَرض الْبَحْرين ثمَّ أنّه تجهَّز وَعَاد إِلَى الشَّام وَجَرت لَهُ بهَا خطوبٌ وحروبٌ وَاجْتمعَ مَعَ الفتكين الشرابي التركي غُلَام معز الدَّولة لما انهزم من بَغْدَاد من عضد الدولة على حَرْب الْعَزِيز صَاحب مصر وواقعهما الْعَزِيز على بَاب دمشق وَجَرت بَينهم حربٌ شديدةٌ معروفةٌ فِي التواريخ أسر فِيهَا الفتكين وَانْهَزَمَ أَبُو عَليّ القرمطي إِلَى الأحساء ثمَّ رَجَعَ إِلَى الشَّام وتردَّدت الرُّسُل بَينه وَبَين صَاحب مصر حَتَّى استقرّت الْحَال على المهادنة وقرَّروا لَهُ مَالا يحمل إِلَيْهِ فِي كل عامٍ حَتَّى كفَّ عَن أَعْمَالهم وَضمن حراسة الحجيج فِي صدرهم عَن مصر وَالشَّام وعودهم وَمن شعره يصف الحجل من الطَّوِيل
(ولابسةٍ ثوبا من الخزِّ أدكنا ... وَمن أَحْمَر الديباج راناً ومعجرا)
(مطوَّقة فِي النَّحْر سبْحَة عنبرٍ ... على أَنَّهَا لم تلتمس أَن يعطرا)
(لَهَا مقلنا جزع يمانٍ تحملت ... مآقيهما فِي مَوضِع الْكحل عصفرا)
(مطرَّزة الكمين طرزاً تخالها ... إِذا لحظتها الْعين ثوبا محيِّرا)
(ترَاهَا تعاني الضحك عجبا بِنَفسِهَا ... إِذا أمنت من أَن تخَاف وتذعرا)
(كَمثل الْفَتى الغضّ الشبيبة مظْهرا ... لفرط التصابي والنشاط تبخترا)
(فتظهر عِنْد الْأَمْن مِنْهَا تبرُّجا ... وَتظهر عِنْد الْخَوْف مِنْهَا تستُّرا)
وَمِنْه من الْكَامِل
(مَا ضرَّ من لبس الملاحة مغفراً ... والبدر سَيْفا والغزالة جوشنا)
)
(لَو كَانَ أنعم أَو أَقَامَ على الوفا ... أَو كَانَ أجمل أودنا أَو أحسنا)
(يَا قلبه القاسي ورقة خدّه ... ألاّ نقلت إِلَى هُنَا من هَهُنَا)
وَكَانَ أَبُو عَليّ القرمطي يعشق أَبَا الذوَّاد المفرّج بن دَغْفَل بن الجرَّاح فَدخل عَلَيْهِ يَوْمًا وَفِي وَجهه أثرٌ فَسَأَلَهُ عَنهُ فَقَالَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute