للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

المستعين بن المعتصم بن الرشيد ابْن الْمهْدي بن الْمَنْصُور ولد سنة إِحْدَى وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وبويع فِي شهر ربيع الآخر سنة ثمانٍ وَأَرْبَعين عِنْد موت الْمُنْتَصر ابْن المتَوَكل واستقام لَهُ الْأَمر واستوزر أَبَا مُوسَى أوتامش بِإِشَارَة شُجَاع بن الْقَاسِم ثمَّ قَتلهمَا ثمَّ استوزر صَالح بن شيرازاذ فلّما قتل وصيف وبغا باغراً التركيَّ الَّذِي قتل المتَوَكل تعصب الموَالِي وتنكروا لَهُ فخاف وَانْحَدَرَ من سرّ من رأى إِلَى بغداذ فأخرجوا المعتز بِاللَّه من الْحَبْس وَبَايَعُوهُ وخلعوا المستعين وبنوا الْأَمر على شُبْهَة وَهِي أَن المتَوَكل بَايع لِابْنِهِ المعتز بعد الْمُنْتَصر وأخرجوا الْمُؤَيد بِاللَّه إِبْرَاهِيم بن المتَوَكل ثمَّ إِن المعتز جهّز أَخَاهُ أَحْمد لِحَرْب المستعين واستعد المستعين وَابْن طَاهِر للحصار وتجرد أهل بغداذ لِلْقِتَالِ ودام أشهراً وغلت الأسعار ببغداذ ودام الْبلَاء وَصَاح أهل بغداذ فالجوع فانحل أَمر المستعين لما كَاتب ابْن طَاهِر للمعتز وَعلم أهل بغداذ بالمكاتبة فانتقل المستعين إِلَى الرصافة وخلع المسعتين نَفسه وأحدر إِلَى وَاسِط تَحت الحوطة وَأقَام بهَا مسجوناً ثمَّ إِنَّه ردّ إِلَى سرّ من رأى فَقتل بقارسيتها فِي ثَالِث شَوَّال سنة اثْنَيْنِ وَخمسين وَمِائَتَيْنِ وَقيل ليومين بقيا من شهر رَمَضَان وَله إِحْدَى وَثَلَاثُونَ سنة

كَانَ مَرْبُوع الْقَامَة أَحْمَر الْوَجْه خَفِيف العارضين بِمقدم رَأسه طول وَكَانَ حسن الْوَجْه والجسم بِوَجْهِهِ أثر جدري عبل الْجِسْم وَكَانَ يلثغ بِالسِّين نَحْو الثَّاء وَأمه أمُّ ولد وَكَانَ مُسْرِفًا مبذراً للخزائن وَيُقَال أَنه قيل لَهُ اختر أيَّ بلد تكون فِيهِ فَاخْتَارَ وَاسِط فَلَمَّا أحدروه قَالَ لَهُ فِي السَّفِينَة بعض أَصْحَابه لأي شَيْء اخترتها وَهِي شَدِيدَة الْحر فَقَالَ مَا هِيَ بأحر من فقد الْخلَافَة وَأورد لَهُ المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء لما خلع

(كلُّ ملكٍ مصيره لذهاب ... غير ملك الْمُهَيْمِن الوهّاب)

(كلُّ مَا قد ترى يَزُول ويفنى ... ويجازى الْعباد يَوْم الْحساب)

وَقَالَ لما استفحل أَمر المعتز

(أستعين الله فِي أم ... ري على كلَّالعباد)

(وَبِه أدفَع عنّي ... كيد باغٍ ومعادي)

وَأورد لَهُ صَاحب الْمرْآة

(أَحْبَبْت ظَبْيًا ثمين ... كَأَنَّهُ غثن تين)

)

(بِاللَّه أَي عَالمين ... مَا فِي الثما مثلمين)

(من لامني فِي هَوَاهُ ... شوّكته بالعجين)

قلت يُرِيد

<<  <  ج: ص:  >  >>