{بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ} هذا تسلية للرسول - صلى الله عليه وسلم - بما مضى، ولا يمنع لو كان ممكناً أن يوجد رسل آخرون بعد الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فليس فيها دليل على هذا.
وكذلك هناك دليل عقلي، وهو أن سب النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما كان كفراً لنبوته لا لشخصيته، والنبوة والعمل بالشريعة التي جاءت بها من حقوق الله في الواقع، وحقوق الله تقبل فيها التوبة بالاتفاق، فالصحيح أن من سخر بالنبي أو استهزأ به فإنه إذا تاب إلى الله توبة نصوحاً ارتفع عنه وصف الردة، وصار مسلماً، وارتفع عنه القتل.
فإن قيل: إذا سب الرسولَ ثم تاب وقبلنا توبته، هل يرتفع عنه القتل أو لا؟
فالجواب: أن في هذا خلافاً، فمن العلماء من قال: إنها تقبل توبته؛ وذلك؛ لأن سب الرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس سبّاً شخصياً، وإنما السبُّ مُنْصَبٌّ على النبوة والرسالة، والنبوة والرسالة من حق الله فلا يقتل ما دام قبلنا توبته، واختار شيخ الإسلام ابن