فالجواب: نعم والصحابة - رضي الله عنهم - لما عصوا الله في غزوة أحد وفي غزوة حنين عوقبوا، وهذا من حكمة الله - عزّ وجل - أن هؤلاء الجند الذين هم أشرف جند على وجه الأرض منذ خلق الله آدم حصلت لهم الهزيمة بمعصية واحدة فكيف بالمعاصي التي ملأت الأجواء.
ثانيًا: حصلت لهم الهزيمة بافتخارهم بعددهم وكثرتهم وهم أشرف جند على وجه الأرض منذ خلق آدم إلى قيام الساعة، فهذه موعظة لنا إذا كنا نريد الانتصار على أعدائنا فلا يجوز أبدًا أن ننغمس في المعاصي وبعضنا منغمس في الإلحاد والكفر والعياذ بالله وموالاة الكفار ومناصرتهم، فكيف يكون لنا نصر؟ فهذا في الواقع من حكمة الله - عزّ وجل - أنهما مثلان عظيمان تحصل بهما العبرة لآخر هذه الأمة.
ولو قيل: ما ضابطُ المناصرةِ، وهل تهنئة الكفار باحتلال بلاد المسلمين تعدّ من نواقض الإسلام؟
فالجواب: المناصرة أن يناصرهم على الكفر، وأما تهنئة الكفار باحتلال بلاد المسلمين، فإنه حرام ولا يجوز، وأما مسألة النواقض فإنها تحتاج إلى تحرير، ولا يكفيها تعليق موجز، لكن لا شك أن الذي يهنيء الكفار باحتلال بلاد المسلمين أنه على خطر عظيم، نسأل الله العافية.
لو قال قائل: أهل المعاصي الذين يصنعون آلات اللهو وغيرها هل يعاقبون بمثل ما يُفعل بالمصورين؟
فالجواب: لا نقدر أن نقول هذا، لكن كل مَنْ أساء بواسطة هذه الآلات فلهم نصيبهم من إثمه.