الجواب: المراد هذا وهذا، فالمرجع إلى الله عزّ وجل، لكن قوله:{فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} قد يقوي أن المراد به المرجع يوم القيامة.
الفائدة السابعة: الإيمان بالبعث، لقوله:{إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} والإيمان بالبعث أحد أركان الإيمان الستة فمن أنكره أو شك فيه فهو كافر؛ لأنه يجب عليه أن يؤمن إيمانًا قاطعًا بأن الناس سيبعثون ويحاسبون.
الفائدة الثامنة: أن كل إنسان سيبعث صغيرًا كان أم كبيرًا، وذلك بتأكيد هذا في قوله:{جَمِيعًا} ولكن هل من سقط من بطن أمه قبل أن ينفخ فيه الروح يبعث يوم القيامة؟
الجواب: لا، لا يبعث؛ لأنه لم يكن إنسانًا، ويدل لهذا قول الله تبارك وتعالى:{ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَر}[المؤمنون: ١٤] فَبَيَّنَ جلَّ وعلا أن الخلق بعد نفخ الروح غير الأول، وأن الأول عبارة عن قطعة لحم.
الفائدة التّاسعة: أن كل شيء قد أحصي على الإنسان، لقوله:{بِمَا كُنْتُمْ}"وما" هنا من صيغ العموم، فكل شيء فهو مكتوب، لكن هل يمحى بعد كتبه؟
الجواب: نعم، يمحى بعد كتبه، لكن القرار على ما في اللوح المحفوظ، أما الأعمال اليومية التي تتكرر فإنها قد تثبت وقد تمحى، لقول الله تعالى:{يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ}[الرعد: ٣٩] وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أتبع الحسنة السيئة تمحها"(١)، وقوله تبارك وتعالى:{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}[هود: ١١٤].
لكن ما استقر في اللوح المحفوظ فإنه لا تغيير فيه لأنه انتهى.