للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آيات أخرى أنهم: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ} [البقرة: ١٧١] وقال: {وَأَكْثَرُهُمْ} لأن هنا إمام ومقلد، والأئمة عندهم هم أئمة الكفر الذين يحللون ويحرمون بأهوائهم والعوام يتبعونهم ويقولون: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ} [الزخرف: ٢٢] ولهذا قال: {وَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ}.

قوله: {وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ} أي: قيل لهؤلاء الأكثر، هؤلاء من؟

الجواب: هؤلاء العوام، لما ذكر العلماء في الآية الأولى ذكر العوام.

قوله: {تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ} أي: إلى القرآن لنتحاكم إليه {وَإِلَى الرَّسُولِ} أيضًا ليكون التحاكم إليه، وهذا في حياته يؤتى إليه شخصيًا {قَالُوا} في جواب مَنْ يقول لهم: تعالوْا، {قَالُوا حَسْبُنَا مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} {حَسْبُنَا} أي: كافينا {مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا} يعني: وليس لنا حاجة أن نأتي لنتحاكم إلى القرآن ولا إلى الرسول؛ لأن لدينا ما يكفينا وهو ما كان عليه آباؤهم، قال الله عزّ وجل: {أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا وَلَا يَهْتَدُونَ} يعني: أيقولون هذا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعلمون شيئًا ولا يهتدون، وهذا في غاية التوبيخ أن يتبعوا آباءهم، وآباؤهم ليسوا على علم.

{لَا يَعْلَمُونَ شَيْئًا} يعني شيئًا من شريعة الله، وإلا فهم يعلمون كيف يأكلون وكيف يشربون وكيف يذهبون ويجيئون، ولكن لا يعلمون شيئًا من شريعة الله، {وَلَا يَهْتَدُونَ} الطريق الذي يوصلهم إلى الله عزّ وجل، فنفى عنهم العلم والعمل، {لَا يَعْلَمُونَ} هذا نفي العلم {وَلَا يَهْتَدُونَ} نفي العمل.

<<  <  ج: ص:  >  >>