القول الأول: أنها بمعنى: القبض ولا يلزم منها نوم ولا موت، والاستيفاء بمعنى:"القبض"، أو التوفي بمعنى:"القبض" وارد في اللغة العربية، إذ يقال: توفى الرجل حقه أي: قبضه، وعلى هذا المعنى لا إشكال في الآية إطلاقًا.
القول الثاني: إنه موت حقيقي، وهؤلاء أنكروا نزول عيسى في آخر الزمان، وقالوا: إنه مات كما مات الأنبياء، وهذا قول باطل يبطله ظاهر القرآن وصريح السنة.
القول الثالث: أن المراد بالوفاة النوم، وهو أن الله تعالى ألقى عليه النوم ثم رفعه إلى السماء، وهذا القول له وجهة نظر، لكنه ليس ظاهرًا كثيرًا، فإن صح هذا التفسير دل ذلك على أن محمدًا - صلى الله عليه وسلم - أقوى جأشًا من عيسى عليه السلام؛ لأن محمدًا عُرِجَ به إلى السماء في حال اليقظة وشاهد من آيات الله ما شاهد، وعيسى ألقى الله عليه النوم ثم رفعه؛ لأنه سوف يشاهد مخلوقات عجيبة عظيمة، والمسافة بعيدة.
إذًا: عندنا ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنه وفاة موت، وهذا ضعيف.
القول الثاني: أنه وفاة نوم وهذا له وجهة نظر.
القول الثالث: أنه بمعنى: القبض؛ لأن النوم أمر زائد على القبض، فيحتاج في ثبوته إلى دليل واضح أنه من القبض ولا إشكال فيه، وهذا القول لا إشكال فيه.
الفائدة السابعة: إحاطة علم الله تبارك تعالى ورقابته، لقوله:{كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ}.