وقوله:{وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ} فيه إظهار في موطن الإضمار، والأصل "واستغفرت لهم"، لكنه أظهر موضع الإضمار تنبيهًا على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رسول، وأن استغفار الرسول - صلى الله عليه وسلم - له مزية على غيره، إذ أن دعوة الرسول مستجابة، فلهذا أتى بوصف الرسالة دون الضمير الذي هو في الأصل في هذا المكان.
قوله:{لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا}، اللام واقعة في جواب لو، و {جَاءُوكَ} هي خبر "أن"، والتقدير ولو أنهم جاءوك حين ظلموا أنفسهم فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول.
وقوله:{تَوَّابًا} التواب من أسماء الله سبحانه.
وتوبة الله تعالى تنقسم إلى قسمين:
توبة بمعنى التوفيق للتوبة، وتوبة بمعنى قبول التوبة.
وأما قوله تعالى:{وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}[الشورى: ٢٥] فهو دليل على أن التواب يأتي بمعنى قابل التوبة، ومنه قوله تعالى:{غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ}[غافر: ٣].