* قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا (١٠)} [النساء: ١٠].
{إِنَّ الَّذِينَ} جملة اسمية مبدوءة بـ "إنَّ"، وخبر "إنّ" هو قوله: {إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا}؛ أي: ما يأكلون إلا نارًا.
وقوله:{وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا}، وفي قراءة:"وسيُصلون" بالبناء للمفعول، وهي قراءة سبعية.
قوله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى} يأكلونها. أي: يتلفونها، لكنه عبر بالأكل؛ لأنه أعم وجوه الإنتفاع؛ لأن أكثر ما يجني الإنسان المال من أجل أكله وما يتعلق به، فعبر بالأكل لأنه أعم وجوه الإنتفاع، وإلا فغير الأكل مثله، بل قد يكون أشد، كما لو أتلف هذه الأموال بإحراق أو إغراق أو ما أشبه ذلك، فهو أعظم من أكلها.
٢ - أنه لو أكل مال اليتيم بحق؛ فلا إثم عليه، مثل أن يكون فقيرًا فيأخذ قدر أجرته من هذا المال الذي هو قائم عليه، فلا حرج.
٣ - أن أكل مال اليتيم بغير حق من كبائر الذنوب؛ لأنه توعد عليه بقوله:{إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا}، وعند أهل العلم: أن الكبيرة ما فيه حد في الدنيا، أو وعيد في الآخرة.