للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

بخلاف إخباره أن أم أيمن في الجنة، فهذا يمكن أنه قاله، فإن أمَّ أيمن امرأة صالحة من المهاجرات، فإخباره أنها في الجنة لا ينكر، بخلاف قوله عن رجل من أصحابه: أنه مع الحق وأن الحق يدور معه حيثما دار، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض. فإنه كلام ينزَّهُ عنه رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -.

أمَّا أولاً: فلأن الحوض إنما يرده عليه أشخاص، كما قال للأنصار: ... «اصبروا حتى تلقوني على الحوض». وقال: «إن حوضي لأبعد ما بين أيلة إلى عدن، وإنَّ أول الناس وروداً فقراء المهاجرين، الشعث رؤوساً، الدنس ثياباً، الذين لا ينكحون المتنعمات، ولا تفتح لهم أبواب السدد، يموت أحدهم وحاجته في صدره لا يجد لها قضاء» رواه «مسلم»، وغيره.

وأما الحق فليس من الأشخاص الذين يردون الحوض. وقد روي أنه قال: «إني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض». فهو من هذا النمط، وفيه كلام يُذكر في موضعه ... ـ إن شاء الله ـ.

ولو صحَّ هذا، لكان المراد به ثوابُ القرآن.

أما الحق الذي يدور مع شخص، ويدور الشخص معه، فهو صفة لذلك الشخص لا يتعداه. ومعنى ذلك أن قوله صِدْقٌ، وعَملَهُ صالحٌ، ليس المراد به أن غيره لا يكون معه شيء من الحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>