للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

لا تكون بالكذب عليه، وعلى أهل العلم. وقول القائل: (رووا جميعاً) ... لا يكون إلا في خبرٍ متواتر، فمن ينكر حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - «أنه لا يورث»، وقد رواه أكابر الصحابة، ويقول: إنهم جميعاً رووا هذا الحديث، إنما يكون من أجهل الناس وأعظمهم جحداً للحق.

وبتقدير أن يكون النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أخبر أنها من أهل الجنة، فهو كإخباره عن غيرها أنه من أهل الجنة، وقد أخبر عن كل واحد من العشرة أنه في الجنة، وقد قال: «لا يدخل النار أحد بايع تحت الشجرة». وهذا الحديث في «الصحيح» ثابت عند أهل العلم بالحديث، وحديث الشهادة لهم بالجنة رواه «أهل السنن» من غير وجه، من حديث: عبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد.

فهذه الأحاديث المعروفة عن أهل العلم بالحديث.

ثم هؤلاء يُكذِّبُونَ مَن عَلِمَ أن الرسولَ شهِدَ لهم بالجنة، وينكرون عليهم كونهم لم يقبلوا شهادة امرأة زعموا أنه شهد لها بالجنة، فهل يكون أعظم من جهل هؤلاء وعنادهم؟ !

ثم يقال: كون الرجل من أهل الجنة لا يُوجب قبول شهادته، لجواز أن يغلط في الشهادة. ولهذا لو شهدت خديجة، وفاطمة، وعائشة، ونحوهن، ممن يُعلم أنهن من أهل الجنة؛ لكانت شهادة إحداهن نصف شهادة رجل، كما حكم بذلك القرآن؛ كما أنَّ ميراثَ إحدَاهُن نصفُ ميراثِ رجُلٍ، ودِيتُها

<<  <  ج: ص:  >  >>