للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فإذا كان ذلك في بيت النبوة مع أفضلِ الخلق، وأصدَقِهم، وأتقاهم، وأكملِهم هَدْياً، وأحسنِهم خُلُقاً، وأكرمِهم - صلى الله عليه وسلم -، فالحال بين الزوجات، أو فاطمة مع غيرها من باب أولى.

وإني أرى أن قبول فاطمة الوساطة والرسالة من حزب أم سلمة - رضي الله عنهن - إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم حديثها بالطلب صراحةً مع وجود عائشة، يشئ بأمر يسير من الاختلافات العائلية بين فاطمة وعائشة - رضي الله عنهما -.

لكن لم يُنقل شئٌ مفصَّل من ذلك، لعدم بلوغه درجة الاهتمام والنقل، ولكونه من الأحداث اليومية الظاهرة التي تُمحى سريعاً، ولعدم تمكنها في القلب، ولوجود الصلاح والتقى الذي يحمي صاحبها عن الاستمرار، فضلاً عن القطيعة والافتراء.

ومما يدلُّ على وجود مثل هذا المعتاد في البيوت، ما رُوي في حديث عائشة - رضي الله عنها -: «ما رأيتُ أحداً قط أصدق من فاطمة غير أبيها ـ وكان بينهما شئ ـ فقالت: يا رسول اللَّه، سَلْهَا فإنها لا تكذب». (١)

فقولُ الراوي: «وكان بينهما شئ» ـ إن صحَّت هذه الجملة ـ، لا يدل


(١) سيأتي تخريجه في الفصل الرابع: المبحث الثالث.

<<  <  ج: ص:  >  >>