[معنى اسم الله تعالى (الأول) وما يؤخذ منه من الصفات]
قوله تعالى:((هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ))، هذه من أسماء الله سبحانه وتعالى، وأحسن تفسير لها هو ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم أنه قال:(اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء).
فهذا الحديث مفسر للآية، فاسم الله عز وجل الأول يؤخذ منه صفة الأولية، وقد سبق أن قررنا قاعدة مشهورة عند أهل العلم وهي: أن كل اسم من أسماء الله عز وجل متضمن لصفة من الصفات.
والدليل هو: قول الله عز وجل: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}[الأعراف:١٨٠]، ووجه الدلالة من هذه الآية على أن كل اسم من أسماء الله مشتمل على صفة: أن الحسنى هي البالغة الغاية في الحسن، ولا يمكن أن تبلغ الغاية في الحسن إلا إذا كان لها معان حسنة ومدلولات عظيمة، فلو كانت أسماء مجردة لا معاني لها، وأعلاماً محضة؛ فإنها لا تكون حسنة ولا توصف بالحسن، فلما وصفت بالحسن علمنا أن هذه الأسماء تتضمن معان وصفات، فإذا جئنا نطبقها على آية الحديد:((هُوَ الأَوَّلُ)) نأخذ من اسمه الأول صفة الأولية، ومعناه كما فسره الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث:(اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء) ففسره بأنه الذي لا شيء قبله، ومعنى الأول: الذي لا يوجد له بداية يبتدئ منها.