[كيفية تفسير نزول الله مع اختلاف وقت ثلث الليل الآخر بين البلدان]
السؤال
يتفاوت ثلث الليل من دولة إلى دولة أو من منطقة إلى منطقة، فكيف يكون نزول الله؟
الجواب
من عقيدة أهل السنة أنهم لا يسألون عن كيفية الصفات؛ لأن كيفية الصفات لا نعلمها أصلاً؛ لأننا لم نرها ولم يخبرنا الرسول بكيفيتها.
فنحن نؤمن بيد الله ولا نعرف كيفيتها، ونؤمن بقدم الله ولا نعرف كيفيته، ونؤمن بعيني الله ولا نعرف كيفيتها، ونؤمن بصوت الله وكلامه ولا نعرف كيفيته.
فالكيفية غير معلومة لدينا.
وهذا الإنسان الذي تخيل هذه الشبهة كان أساس مشكلته أنه يريد أن يعرف الكيفية.
ولهذا إذا قطع الطمع في معرفة الكيفية فإنه يزول عنه الإشكال.
ونحن لا ندري كيف ينزل.
وإنما نؤمن أنه ينزل مع اختلاف الليالي واختلاف المناطق.
ولكن إذا تخيلت أنه ينزل ويطلع مثل الإنسان فتكون قد شبهت الله عز وجل بخلقه، وهذا لا يجوز.
فلا يجوز لنا أن نتصور كيفية صفات الله.
فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يخبرنا عن كيفية صفات الله ونحن لم نرها؛ لأنها من الغيب.
وصفات الله لها كيفية لا نعرفها، والله أعلم بها.
وإنما نثبتها؛ لأن القرآن أخبرنا أن لله صفات، وبين أن هذه الصفة غير هذه الصفة، فعلم الله غير يد الله غير قدم الله وهكذا.
وأما تحديدها وطبيعتها فلا نعرفها؛ لأنها من الغيبيات.
ولا يجوز التفكير فيها؛ لأن الله عز وجل يقول: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} [الشورى:١١].
فخير للإنسان ألا يفكر في هذا الأمر فهو مضيعة للوقت، ومأثم أيضاً على الإنسان.