حكم القضاء، يريد تثبيت في أمري وافعل ما يفعله الحكماء، حتى تقف على صحة ما اذكره أنا، وما يذكره الذي سعى بي إليك.
وفتاة الحي هي الزرقاء التي كانت باليمامة، ويقال: أن الزرقاء اسمها اليمامة، واسم المدينة حجر، وسميت المدينة اليمامة باسم الزرقاء. والثمد: الماء القليل. وقوله: إلى حماتنا أي مع حماتنا. و (قد) بمعنى حسب، ويقال: قدي من كذا، أي: حسبي.
وكانت الزرقاء فيما زعموا نظرت إلى قطا يطير بين جبلين فقالت:
ليت الحمامَ لِيهْ
إلى حمامَتِيَهْ
ونصفه قَدِيَهْ
تمَّ الحمامُ مايهْ
فاتبع القطا إلى أن ورد الماء، فعد فإذا هو ست وستون.
يقول النابغة للنعمان: أصب في تأملك أمري حتى تقف على صحة ما ذكرته، كما أصابت هذه الجارية.
[إضمار (كان) مع اسمها]
قال سيبويه: ومن ذلك قول العرب: قد مررت بالرجل أن طويلا وأن قصيرا، وامرر بأبيهم أفضل أن زيدا وأن عمرا، ومررت برجل قبل أن زيدا وأن عمرا، لا يكون في هذا إلا النصب، لأنك لا تستطيع أن تحمل الطويل والقصير على غير الأول، ولا زيدا ولا عمرا على غير الأول.
المعنى في هذا إنه لا يسوغ أن تجعل الاسم الظاهر بعد إن على وجهين كما تقدم
في الباب، في قوله: المرء مجزي بعمله أن خيرا فخير: أن نصبت خيرا فقد جعلت الفاعل مضمرا في الفعل المحذوف الذي يقدر بعد أن. كأنه قال: أن كان عمله خيرا.