فارغا من ضمير، جعلت هذا الظاهر هو الفاعل، فتقدير: أن كان في عمله خير، فترفع (خير) بكان المضمرة، وتحذف الخبر. وهذان الوجهان سائغان في المواضع التي يسوغ فيها هذا التقدير. وإن كان الفعل المقدر بعد أن لا يكون فاعله إلا مضمرا فيه؛ لم يجز في الظاهر إلا النصب. وهذا شيء يقتضيه معنى الكلام.
ونحو ذلك: لا تقربن الأمير أن راضيا وأن غضبان، ولا يسوغ في مثل هذا أن نقول: أن راض وإن غضبان، على تقدير: أن كان فيه راض وإن كان فيه غضبان، وهذا محال.
وذكر سيبويه أشياء من هذا المعنى.
وقال النابغة الذبياني:
عيَّرتَني النسبَ الكريمَ وإنما ... ظَفَرُ المَفاخر أن تُعَدَّ كريما
(حَدَبَتْ عليّ بطونُضِنَّةَ طلُّها ... أن ظالما فيهم زإنْ مظلوما)
الشاهد في البيت إنه قدر: أن كنت ظالما وأن كنت مظلوما، وهذا الذي أوجبه المعنى، ولا يسوغ: أن ظالم وأن مظلوم، على: أن كان فيهم ظالم وان كان فيهم مظلوم؛ لأنه لا معنى لهذا الكلام.
وسبب هذا الشعر أن يزيد بن سنان بن أبي حارثة المري كان يقول: