ليست رحماً واحدة، وإنما أرحام، وللأسف لا تقابل في هذا الزمان أقربائك إلا في المناسبات القوية، إما في موت أو في فرح، أو في مرض خطير، فإن قيل: هذا ابن خالك، قال: من أين؟ أنا لا أعرفه ولم أره، وهكذا، لأن الأخوات كن متقاطعات.
وبعض الآباء يزرعون الضغينة في قلوب الأبناء، فيحقدون على أبناء عمومتهم.
فمن أراد أن يبيت في بركة من الرزق وبركة من العمر فليصل رحمه، ومن أراد أن تنزع البركة من رزقه وعمره فليقطع رحمه، اللهم اجعلنا من الوصولين للرحم يا رب العالمين.
ولذلك أي امرأة تعمل قطيعة ما بين زوجها وبين أهله فهي قاطعة للرحم، لا يتقبل الله لها صلاة، أي: صلاتها لا ترتفع فوق الأرض شبراً، وكذلك إن قطعت زوجتك عن أهلها بدون عذر ظاهر، ومعنى (عذر ظاهر) كأن تكون خالتها مثلاً تشتغل بشغل معيب، كأن تكون راقصة مطربة، ونحو ذلك، فحينها لك الحق أن تقول لها: لا تزوري خالتك هذه، لكن لو كانت خالتها سيدة فاضلة فلا تمنعها.
تأتيني شكاوى من بعض النساء، وفيها: زوجي يقول: لا تذهبي عند أمك، كيف يمنع هذا الزوج امرأته عن أهلها؟ إن من حقوق الزوجة عليك طالما أن أهلها بنفس المدينة التي تحيا فيها، أن تزور أهلها ولو كل جمعة مرة، لكن هناك نقطة مهمة، وهي أن أهل الزوجة عند أن تأتيهم يقومون بإفسادها على الزوج فترجع إليه وقد تغيرت طباعها، وكثرت مطالبها، فإياك أن تكون قاطعاً للرحم، وتجعل الناس أيضاً يقطعون أرحامهم.
اللهم اجعلنا من الواصلين لأرحامنا يا رب العالمين.
ويكفي أن الله يقول لها:(يا رحم! ألا يكفيك أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك)، فمن وصله الله، فنعم الصلة هي والله، اللهم صلنا بك يا رب، ومن قطعه الله، فماذا يبقى له؟ نسأل الله التوبة والهداية.