للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن الصلاح: ويستحب له أن يكرر الصلاة مع الاستخارة ثلاث مرات (١) ثم ينبغي أن يشاور من يثق بدينه وخيره (٢).

(٥) إذا عزم على السفر فليبدأ بالتوبة من المعاصي:

إذا عزم على السفر فليبدأ بالتوبة من المعاصي: ويخرج من مظالم الخلق، ويقضي ما أمكنه من ديونهم، ويرد الودائع، ثم يتحلل ممن كان بينه وبينه معاملة في شيء، أو مصاحبة، ويكتب وصيته (٣) ويشهد عليه بها، ويوكل من يقضي دينه ما لم يتمكن قضائه، ويترك لأهله ومن يلزمه نفقته نفقتهم ومؤنتهم.

(٦) إرضاء والديه ومن يتوجه عليه بره وطاعته:

فإن منعه الوالد، أو منع الزوج الزوجة، أو صاحب الدين المديون من السفر، فلا يجوز الخروج، وتأمل في الحديثين الآتيين بعين البصيرة

(حديث عبد الله بن عمرو الثابت في الصحيحين) قال: جاء رجل إلى النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يستأذنه في الجهاد فقال: أحي والداك؟ قال نعم: قال: ففيهما فجاهد.

(حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما الثابت في صحيح ابن ماجه) قال: أتى رجل رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال يا رسول الله إني جئت أريد الجهاد معك أبتغي وجه الله والدار الآخرة ولقد أتيت وإن والدي ليبكيان، قال فارجع إليهما فأضحكهما كما أبكيتهما.

(٧) كراهية الوحدة في السفر:

(حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه الثابت في صحيح البخاري) أنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي الْوَحْدَةِ مَا أَعْلَمُ مَا سَارَ رَاكِبٌ بِلَيْلٍ وَحْدَهُ.


(١) ورد في عمل اليوم والليلة لابن السني، مرفوعًا: "الإستخارة سبقًا". قال الحافظ في الفتح (١١/ ١٩١): وسنده واه جدًا أهـ. ولم أعثر على نص في استحباب تكرار الاستخارة ثلاثًا أو أكثر. والله أعلم بالصواب. [ورد تكرار الإستخارة عن السلف، كما فعل عمر في استخارته حول كتابة القرآن، (المجلة)].
(٢) بناءًا على قوله تعالى (آل عمران: ١٥٩): {وشاورهم في الأمر} وقوله (الشورى: ٣٨): {وأمرهم شورى بينهم}.
(٣) كتابة الوصية واجبة على القول الصحيح لمن كان له أو عليه حقوق أو واجبات، كما في حديث ابن عمر وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>