للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] قال الإمام الطبري رحمه الله: يقول تعالى ذكره يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله اذكروا الله بقلوبكم، وألسنتكم، وجوارحكم ذكرا كثيرا فلا تخلو أبدانكم من ذكره في حال من أحوال طاقتكم ذلك، وسبحوه بُكْرَةً وَأَصِيلاً. اهـ. (١).

[*] قال ابن القيم رحمه الله تعالى:

الذكر هو العبادة المطلوبة بلا حد ينتهي إليه {يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً} وبلا وقت تختص به {ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى} وبلا حال تستثنى منه {الذي يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم}.

وقوله تعالى: وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً: أي أول النهار وآخره.

وقوله تعالى: هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلائِكَتُهُ: الصلاة من الله الثناء، ومن الملائكة الدعاء.

[*] قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: أي من رحمته بالمؤمنين ولطفه بهم، أن جعل من صلاته عليهم وثنائه، وصلاة ملائكته ودعائهم، ما يخرجهم من ظلمات الذنوب والجهل، إلى نور الإيمان والتوفيق والعلم والعمل، فهذا أعظم نعمة أنعم بها على عباده الطائعين، تستدعي منهم شكرها، والإكثار من ذكر الله الذي لطف بهم ورحمهم. اهـ. (٢)

فالذكر والشكر جماع السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة.

[*] وقال ابن قيم الجوزية في تعليقه على هذه الآية: فهذه الصلاة منه تبارك وتعالى ومن ملائكته إنما هى سبب الإخراج لهم من الظلمات إلى النور، وإذا حصلت لهم الصلاة من الله تبارك وتعالى وملائكته وأخرجوهم من الظلمات إلى النور فأي خير لم يحصل لهم وأي شر لم يندفع عنهم فيا حسرة الغافلين عن ربهم ماذا حرموا من خيره وفضله وبالله التوفيق. اهـ. (٣)

[*] (وإليك غيضٌ من فيض مما ورد في فضل الذكر جملةً وتفصيلا:

(أولاً فضل الذكر جملةً:

(١) الذكر سبب في جلب المغفرة والأجر العظيم:

(٢) أن الله تعالى يذكر من يذكره:

٣) الذكر حياة القلوب:

٤) أصحاب الذكر هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم:

٥) وبين النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن الذاكر لله تعالى يفوز بمعية الله تعالى، ومن كان معه الله فمن عليه!

٦) بين النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أن أهل الذكر هم أهل السبق:

٧) ورغَّبنا النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في الاجتماع على الذكر:

٨) وحذر النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من خلو أي مجلسٍ من ذكر الله تعالى:


(١) تفسير الطبري (٢٢/ ١٧).
(٢) تيسير الكريم الرحمن تفسير سورة الأحزاب.
(٣) الوابل الصيب (١/ ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>