للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[*] (وأورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الاعتبار وأعقاب السرور أن عروة بن الزبير على الوليد بن عبد الملك ومعه ابنه محمد بن عروة فدخل محمد بن عروة دار الدواب فضربته دابة فمات ووقعت في رجل عروة الآكلة فقال له الوليد اقطعها قال لا فترقت إلى ساقه فقال الوليد اقطعها وإلا أفسدت جسدك فقطعت بالمنشار وهو يسبح لم يمسكه أحد فقال لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا ولم يدع ورده تلك الليلة.

[*] (وأورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الاعتبار وأعقاب السرور أنه قدم على الوليد بن عبد الملك ذلك اليوم قوم من بني عبس فيهم رجل ضرير فسأله عن عينيه فقال له بت ليلة في بطن واد ولا أعلم في الأرض عبسيا يزيد ماله على مالي فطرقنا سيل فذهب ما كان لي من أهل وولد ومال غير صبي مولود وبعير وكان البعير صعبا فند فوضعت الصبي واتبعت البعير فلم أجاوزه حتى سمعت صيحة الصبي فرجعت إليه ورأس الذئب في بطنه يأكله واستدبرت البعير لأحبسه فنفحني برجله فأصاب وجهي فحطمه وذهبت عيناي فأصبحت لا أهل ولا مال ولا ولد فقال الوليد انطلقوا به إلى عروة فيخبره خبره ليعلم أن في الناس من هو أعظم منه بلاء.

[*] (وأورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الاعتبار وأعقاب السرور عن سعيد أبي عثمان من أهل العلم ثقة قال نظر إلى امرأته فقال ما رأيت مثل هذا الحسن وهذه النضارة وما ذاك إلا من قلة الحزن فقالت يا عبد الله والله إني ليذبحني الحزن ما يشركني فيه أحد قال وكيف قالت ذبح زوجي شاة مضحيا ولي صبيان يلعبان فقال أكبرهما للأصغر أريك كيف صنع أبي بالشاة فعقله فذبحه فما شعرنا به إلا متشحطا فلما استحلت الصيحة هرب الغلام ناحية الجبل فرهقه ذئب فأكله ونحن لا نعلم وقد اتبعه أبوه يطلبه فمات عطشا فأفردني الدهر قال فكيف صبرك فقالت لو رأيت في الجزع دركا ما اخترت عليه.

[*] (وأورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الاعتبار وأعقاب السرور عن إبراهيم التيمي قال نزل بنا حي من أحياء العرب فأصابهم داء فماتوا وبقيت منهم جويرية مريضة فلما أفاقت جعلت تسأل عن أمها وأبيها وأخيها وأختها فيقال مات ماتت مات ماتت فرفعت يديها وقالت:

ولولا الأسى ما عشت في الناس ساعة

ولكن متى ناديت جاوبني مثلي

<<  <  ج: ص:  >  >>