[*] (أورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الورع عن أيوب بن سامري وكان ينزل عندنا داريا فبعث بطعام إلى البصرة مع رجل وأمره أن يبيعه يوم يدخل بسعر يومه فأتاه كتابه إني قدمت البصرة فوجدت الطعام متضعا فحبسته فزاد الطعام فأردت به كذا وكذا فكتب إليه الحجاج إنك قد خنتنا وعملت خلاف ما أمرناك به فإذا أتاك كتابي فتصدق بجميع ثمن ذلك الطعام على فقراء البصرة فليتني أسلم إذا فعلت ذلك.
[*] (أورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الورع عن أن غلام لحسان بن أبي سنان كتب إليه من الأهواز أن قصب السكر أصابته آقة فاشتر السكر فيما قبلك قال فاشتراه من رجل فلم يأت عليه إلا قليل فإذا فيما اشترى ربح ثلاثين ألفا فأتى صاحب السكر فقال يا هذا إن غلامي كان كتب إلي ولم أعلمك فأقلني فيما اشتريت منك فقال الآخر فقد أعلمتني الآن وطيبته لك قال فرجع فلم يحتمل قلبه قال فأتاه فقال يا هذا إني لم آت هذا الأمر من قبل وجهه فأحب أن يسترد هذا البيع قال فما زال به حتى رد عليه.
[*] (أورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الورع عن الربيع اليحمدي قال رأيت محمد بن واسع يبيع حمارا بسوق بلخ فقال له رجل أترضاه لي قال لو رضيته لم أبعه.
[*] (أورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الورع عن معاوية بن قرة قال كان لأبي الدرداء جمل يقال له الدمون فكان إذا استعاره منه رجل قال لا تحمل عليه إلا طاقته فلما كان عند الموت قال يا دمون لا تخاصمني عند ربي فإني لم أكن أحمل عليك إلا ما كنت تطيق.
[*] (أورد ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى في كتابه الورع عن هشام بن حسان قال ترك محمد بن سيرين أربعين ألفا فيما لا ترون به اليوم بأسا.
(الفرق بين الورع والزهد:
مسألة: ما الفرق بين الورع والزهد؟
الورع والزهد يشتبه معناهما عند بعض الناس، لكن الفرق بينهما كما
قال ابن القيم رحمه الله في كتاب الروح: الورع ترك ما يضرُّ في الآخرة، والزهد ترك ما لا ينفع، فمقام الزهد أعلى من مقام الورع؛ لأن الورع أن يترك الإنسان ما يضره، والزهد أن يترك ما لا ينفع؛ لأن الأشياء ثلاثة أقسام: ضار، ونافع، وما ليس بضار ولا نافع يعني منها ضار، ومنها نافع، بضار ولا نافع.
فالزاهد يترك شيئين من هذا؛ يترك الضار، ويترك ما ليس بنافع ولا ضار، ويفعل ما هو نافع.
والورعُ يترك شيئاً واحداً منها وهو ما كان ضاراً، ويفعل النافع، ويفعل الشيء الذي ليس فيه نفع ولا ضرر.