للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول): أَيْ: الْإِقْرَارُ بِالْوَحْدَانِيَّةِ وَالرِّسَالَةِ، وعِلْمُهُمَا بِذَلِكَ إِمَّا بِإِخْبَارِ اللَّهِ تَعَالَى إِيَّاهُمَا بِذَلِكَ، أَوْ بِمُشَاهَدَتِهِمَا فِي جَبِينِهِ أَثَرَ السَّعَادَةِ والنعيم في قبر المؤمن وَشُعَاعَ نُورِ الْإِيمَانِ وَالْعِبَادَةِ.

(ثُمَّ يُفْسَحُ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ: يُوَسَّعُ

(سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ) أَيْ: فِي عَرْضِ سَبْعِينَ ذِرَاعًا. يَعْنِي: طُولَهُ وَعَرْضَهُ كَذَلِكَ، قَالَ الطِّيبِيُّ: أَصْلُهُ يُفْسَحُ قَبْرُهُ مِقْدَارَ سَبْعِينَ ذِرَاعًا فَجَعَلَ الْقَبْرَ ظَرْفًا لِلسَّبْعَيْنِ، وَأَسْنَدَ الْفِعْلَ إِلَى السَّبْعِينَ مُبَالَغَةً فِي السَّعَةِ

(ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ) أَيْ: يُجْعَلُ النُّورُ لَهُ فِي قَبْرِهِ الَّذِي وُسِّعَ عَلَيْهِ.

(نَمْ) أَمْرٌ مِنْ نَامَ يَنَامُ

(فَيَقُولُ) أَيْ: الْمَيِّتُ لِعَظِيمِ مَا رَأَى مِنَ السُّرُورِ

(أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي) أَيْ: أُرِيدُ الرُّجُوعَ، كَذَا قِيلَ، والْأَظْهَرُ أَنَّ الِاسْتِفْهَامَ مُقَدَّرٌ قَالَهُ الْقَارِي.

(فَأُخْبِرُهُمْ) أَيْ: بِأَنَّ حَالِي طَيِّبٌ، وَلَا حُزْنَ لِي لِيَفْرَحُوا بِذَلِكَ

(نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ) هُوَ يُطْلَقُ عَلَى الذَّكَرِ وَالْأُنْثَى فِي أَوَّلِ اجْتِمَاعِهِمَا، وَقَدْ يُقَالُ لِلذَّكَرِ الْعَرِيسُ

(الَّذِي لَا يُوقِظُهُ) الْجُمْلَةُ صِفَةُ الْعَرُوسِ، وَإِنَّمَا شَبَّهَ نَوْمَهُ بِنَوْمَةِ الْعَرُوسِ؛ لِأَنَّهُ يَكُونُ فِي طَيِّبِ الْعَيْشِ

(إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ) قَالَ الْمُظْهَرُ: عِبَارَةٌ عَنْ عِزَّتِهِ وَتَعْظِيمِهِ عِنْدَ أَهْلِهِ يَأْتِيهِ غَدَاةَ لَيْلَةِ زِفَافِهِ مَنْ هُوَ أَحَبُّ وَأَعْطَفُ فَيُوقِظُهُ عَلَى الرِّفْقِ وَاللُّطْفِ

(حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ) هَذَا لَيْسَ مِنْ مَقُولِ الْمَلَكَيْنِ، بَلْ مِنْ كَلَامِهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَحَتَّى مُتَعَلِّقٌ بِمَحْذُوفٍ أَيْ: يَنَامُ طَيِّبَ الْعَيْشِ حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ.

(وإن كان منافقا قال: سمعت الناس يقولون قولا) وَالْمُرَادُ بِالْقَوْلِ هُوَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ.

(فَقُلْتُ مِثْلَهُ) أَيْ: مِثْلَ قَوْلِهِمْ

<<  <  ج: ص:  >  >>