للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(حديث أبي هريرة في صحيحي الترمذي وابن ماجة) أن النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان أزرقان يقال لأحدهما المنكر و للآخر النكير فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول: ما كان يقول هو: عبد الله و رسوله أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمد عبده و رسوله فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ثم يقال: نم فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك و إن كان منافقا قال: سمعت الناس يقولون قولا فقلت مثله لا أدري فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض: التئمي عليه فتلتئم عليه فتختلف أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك.

[*] قال العلامة المباركفوري في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي:

(إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ) بِصِيغَةِ الْمَجْهُولِ أَيْ: إِذَا أُدْخِلَ فِي الْقَبْرِ وَدُفِنَ.

(أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ) بِزَايٍ فَرَاءٍ أَيْ: أَزْرَقَانِ أَعْيُنُهُمَا.

(يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ) مَفْعُولٌ مِنْ أَنْكَرَ بِمَعْنَى نَكِرَ، إِذَا لَمْ يَعْرِفْ أَحَدًا.

(وَلِلْآخَرِ النَّكِيرُ) فَعِيلٌ بِمَعْنَى مَفْعُولٌ مِنْ نَكِرَ بِالْكَسْرِ، إِذَا لَمْ يَعْرِفْهُ أَحَدٌ، فَهُمَا كِلَاهُمَا ضِدُّ الْمَعْرُوفِ سُمِّيَا بِهِمَا؛ لِأَنَّ الْمَيِّتَ لَمْ يَعْرِفْهُمَا وَلَمْ يَرَ صُورَةً مِثْلَ صُورَتِهِمَا، كَذَا فِي الْمِرْقَاةِ، وقَالَ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ: ذَكَرَ بَعْضُ الْفُقَهَاءِ أَنَّ اسْمَ اللَّذَيْنِ يَسْأَلَانِ الْمُذْنِبَ في قبره مُنْكَرٌ وَنَكِيرٌ، وَاسْمَ اللَّذَيْنِ يَسْأَلَانِ الْمُطِيعَ في قبره مُبَشِّرٌ وَبَشِيرٌ.

(فيقولان: ما كنت تقول في هذا الرجل؟) زَادَ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ - رضي الله عنه - عِنْدَ الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ: {فَيُقْعِدَانِهِ}، وزَادَ فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ: {فَتُعَادُ رُوحُهُ فِي جَسَدِهِ}

(فَيَقُولُ) أَيْ: الْمَيِّتُ وسؤال القبر

(مَا كَانَ يَقُولُ) أَيْ: قَبْلَ الْمَوْتِ

<<  <  ج: ص:  >  >>