(جَاوَزْتَه حِينَ لَا يَمْشِي بعَقْوته ... إِلَّا المَقَانِبُ والقُنبُّ المَقَارِيحُ)
كَأَنَّهُ جمع مِقْراح وَنَظِيره مُلَامِحُ ومَذَاكِيرُ الْأَصْمَعِي الجُذُوعَة وَقْتُ وَلَيْسَ بِسُقُوط سنِّ أَبُو عبيد ومنأسْنانها البِرْذَوْن وَالْأُنْثَى بِرْذَوْنَة وَأنْشد
(أرَيْتَ إذاجالَت بِكَ الخَيْلُ جَوْلَةُ ... وأنتَ على بِرْذَوْنَةٍ غير طائِل)
قَالَ ابْن دُرَيْد وأَحْسَب أَن قولَهم بَرْذَنَ الرجلُ إِذا ثَقُل مشتَقُ مِنْهُ والرِّمَكَة من البَرَاذِين فارسيُّ معرَّب أَبُو عُبَيْدَة المُذَكِّي المُسِن مِنْهَا وعمَّ بِهِ بعضُهم كثلَّ مُسِنّ وَقيل المُذَكِّي أَن يُجَاوِز القُرُوحَ بسَنَة والاسمُ الذَّكَاءُ
٣ - (بَاب خَلْقِ الخَيْل)
صَاحب الْعين السَّلِيل دِمَاغ الفَرَس أَبُو عُبَيْدَة هامَتُه أُمُّ دِماغه وجمعُها هامُ وهَامَات والنَّعَامَةُ من الْفرس الجِلدة الَّتِي تُغَطِّي الدِّمَاغَ أَبُو عُبَيْدَة الفَرَائِشُ طَرَائِقُ عَظْم الرأسِ والشُّؤُونُ قَبَائِلُ الراسِ بَين كلِّ قَبِيلتين شَأْن وَقد تقدَّمت الشُّؤُون فِي الْإِنْسَان ابْن الْأَعرَابِي صَحْنا أذُنِيَ الْفرس مُتَّسَعُ مستَقَرِّ داخلِهما أَبُو عُبَيْدَة الذَؤَابَة من الْفرس شَعَر أَعْلى النَّاصِيَة أَبُو عُبَيْدَة القَوْنَس من الفَرس مقدَّم رَأسه الْفَارِسِي هُوَ مُشْتَق منقَوْنس الْبَيْضَة وَهُوَ مُقَدَّمها وأعْلاها وَقَالَ قَوْنَس فَوْعل الْوَاو زَائِدَة يدلُّ على زيادتها قَول الأفوة
(أَبْلِغْ بَني أَوْدِ فقد أَحْسَنُوا ... أَمْسِ بضْربِ البَيْضِ تَحِّتُ القَنُوس)
يَعْنِي أعالِيَ بيْضِ السِّلَاح ابْن دُرَيْد قَوْنَسُ الْفرس العَظْم الَّذِي تحتضه العُصْفُوران وَقيل القَوْنَي والعُصْفُور سَوَاء الْأَصْمَعِي العُصْفُور مَا تَحت الناصِيَة إِلَى العَيْنَيْنِ وَمَا فَوْق العَينَيْنِ من جانِبَي وَجْهِه الجَبِينُ وَمَا فَوقَ ذَلِك جَبْهَتُه أَبُو عُبَيْدَة الوَتَرَتان هَنَتان كَأَنَّهُمَا حَلْقَتان فِي أُذُنَي الْفرس والُّبَاب مَا حَدَّ من طرفَ أُذُنه وَقد تقدَّم فِي الْإِنْسَان الْأَصْمَعِي سُمُومه مضنْخِراه وعيْناهُ وأُذُنَاه وكل ثَقْب سَمِّ صَاحب الْعين السَّمَّان عِرْقَانِ فِي مِنْخَرَيْهِ أَبُو عُبَيْدَة مَنْخِراه مَخْرَجَ نَفَسِه والعُرْصان مَا انْحَدَر من قًصَبة الأَنْفِ من جانِبَيْها وَفِيهِمَا عِرْق البُهْر أَبُو عُبَيْدَة الخُلَيْقاء حَيْثُ لَقِيَتْ جَبْهَتُه قَصَبَة أَنْفِهِ من مُسْتَدَقِّها ابْن دُرَيْد الخُلَيْقَاءُ من الفرَس مَوْضِع العِرْنِين من الْإِنْسَان غَيره النُّخْرة مَا بَيْنَ المَنْخِرَيْن إِلَى الجَحْفَلة وناهِقَاه عِرْقان فِي خَيْشُومه أَبُو عبيد النَّوَاهِق العِظَام الناتئَة فِي خُدُودها وللنَّواهِق من الْفرس موَِع آخرُ أَبُو عبيد صَفْقا الفرسِ خَدَّاه وَلَهُمَا مِنْهُ موضِع آخرُ قَالَ أَبُو الْخطاب وَكَذَلِكَ صَفْحتاه وماضِغَاه رُؤُوس لَحْييه الْأَصْمَعِي الجَحْفَلة مَا تَنَاوَل بِهِ العَلَف وَقيل الجَحْفَلة لجَمِيع الحافِر كالشَّفَة للْإنْسَان والمِشْفَر للبعير والمِرَمَّة للشاة أَبُو عُبَيْدَة الفَيْد الشَّعَر الَّذِي على حَجْفلة الْفرس والقَذَالانِ مَا بَيْنَ النُّقْرة والأذُن وهما عَن يَمِين القَمَحْدُوَة وشِمالها وَالْجمع أَقْذِلة وقُذُل أبوعبيدة القَذَال جِمَاع مُؤَخَّر الرأسِ وَهُوَ مَعْقِد العِذَار خَلْفَ الناصِيَة وَقَالَ أَبُو الْخطاب مَوْقِفاه مَوْضِع العِذَار مِنْهُ وَله من الْفرس موضِع آخرُ سنأتي عَلَيْهِ الْأَصْمَعِي المَذْبَح مَقْطَع الرأسِ وفَهْقَتُه مُتَّصَلُ رأسِه فِي عنُقه وفيهالعُنُق وَفِي العُنُق صَلِيفاه وهما صَفْحَتاه وصَفْقاه جانِباه وعُرْشاه عِلْباواه وهما عَصَبتان بَينهمَا العُرْف وقَصَرتُه أصلُ عنقِه وجِرَانُه مَرِيئَه وحُلْقُومه الأًمعي البَلْذَم مَا اضْطَرب من ذَلِك ابْن دُرَيْد بَلْذَمُ الفَرَس وبَلْدَمُه صَدره أَبُو عُبَيْدَة الثُّغْرة من الْفرس الجُؤْجُؤ وَهُوَ مَا نَتَأَ من نَحْره مَا بَيْنَ أَعالِي الفَهْدَتَيْنِ وجمْعه ثُغَرُ والواهِنَتان أوَّلُ جَوَانِح الزَّوْر والنَّوَاهِقُ من الفرَس والحِمَار مَخَارِجُ النُّهَاق من حَلْقه وَقد تقدَّم أَنَّهَا العِظام الناتِئَة فِي خُدُود الْخَيل قَالَ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute