فالحروف مَا للجَحْد وكافَّةٌ لِلْعَامِلِ وَمَا مُسَلَّطةٌ وَمَا مُغَيِّرة لِمَعْنى الْحَرْف وَمَا صِلَة وَفِي التَّنْزِيل: (مَا كَانَ محمَّدٌ أَبَا أحَدٍ منْ رِجالِكُم) . وَتقول حيثُما تكُنْ آتِكَ وَفِي التَّنْزِيل: (لوْ مَا تأْتينا بالمَلائِكَة) . بِمَعْنى هَلاّ وَفِيه: (فَبِما نَقْضِهِم مِيثاقَهم) . وَأما الْأَسْمَاء فَمَا استفهامٌ وجزاءٌ وموصولةٌ بِمَعْنى الَّذِي وموصوفةٌ وتعجُّبٌ وَفِي التَّنْزِيل: (مَاذَا أنْزلَ ربُّكُم قَالُوا خَيْرَا) . وَفِيه: (مَا يَفْتَحِ اللهُ للناسِ من رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا) . وَفِيه: (وَلَنَجْزِيَنَّهُم أَجْرَهُمْ بأَحْسَنِ مَا كَانُوا يعْملُونَ) . وَفِيه: (هَذَا مَا لَدَيَّ عَتيدٌ) . وَفِيه: (فَمَا أَصْبَرهُم على النَّار) . وَلَا: وَهِي تكون على خَمْسَة أوجُه النَّفي والعطفُ والنهيُ وجوابُ القسَم وزائدة مؤكِّدة وَفِي التَّنْزِيل: (لَا رَيْبَ فِيهِ) . وَتقول قَامَ زيدٌ لَا عمروٌ وَفِي التَّنْزِيل: (لِئَلاّ يَعْلَمَ أهلُ الكتابِ) . (وَمَا مَنَعَكَ أَن لَا تَسْجًد) . وَمعنى كَيْ الغرضُ وَمعنى بَلْ الإضراب عَن الشيءِ الأولِ ويوَضِّحه قولُ أبي ذُؤَيْب: بَلْ هَلْ أُريكَ حُمولَ الحَيِّ غادِيةً كالنَّخْلِ زَيَّنَها يَنْعٌ وإفْضاحُ لِأَنَّهُ أضربَ عَن الأولِ واستأنفَ الكلامَ بالاستفهام وَمعنى قَدْ: جوابُ التوقُّع لأمر يكون مَعَ التَّقْرِيب من الْحَال وَقد تكون بِمَنْزِلَة ربَّما كَقَوْل الْهُذلِيّ: قد أترك القِرْنَ مُصْفَرَّاً أنامُله كأنَّ أثوابَهُ مُجَّت بفِرْصادِ وَإِنَّمَا خَرَجَتْ إِلَى معنى ربَّما لِأَنَّهَا تقريبٌ من الْحَال والتقريب تقليلُ مَا بينَ الشَّيْئَيْنِ وَمعنى لَو: تَقْدِير الثَّانِي وَالْأول على أَنه يجبُ بِوُجُوبِهِ وَيمْتَنع الأول بامتناعه، وَمعنى يَا: النداءُ والتنبيهُ كَقَوْل الشماخ: أَلا يَا اسْقِياني قبْلَ غارَةِ سِنْجالِ وَمعنى كَمْ: السَّؤال عَن عددٍ وَتَكون بِمَعْنى رُبَّ. وَمعنى مَنْ: تكون على أَرْبَعَة أوجه: اسْتِفْهَام وجَزاء وموصولة ومَوْصوفة، تَقول مَنْ أخوكَ ومَن يأتيني أُكْرِمْه، وكلُّ من أَتَانِي فِي الدَّار ومررتُ بمَنْ غَيْرِك، وَمعنى قَطْ: حَسْب وَمعنى معَ: المصاحبة، وَمعنى إذْ: الوقتُ الْمَاضِي وَقَالُوا إذٍ نكَّروها وَكَسَروا الذالَ لالتقاء الساكنين، وَقَول أبي ذُؤَيْب: نَهَيْتُك عَن طِلابِكَ أُمَّ عَمْرو بعاقِبةٍ وأنتَ إذٍ صحيحُ قَالَ ابْن جني: لما حُذف مَا يُضاف إِلَيْهِ إِذْ عُوِّض مِنْهُ التَّنْوِين بعْدهَا وَنَحْو مِنْهُ قَوْلهم لَدَنْ غُدْوة وَذَلِكَ أَن أَصله لدُنْ فأُسْكِنت الدالُ لضمِّها فَلَمَّا سَكَنَت وَسَكَن التَّنْوِين بعْدهَا حُرِّكت بِالْفَتْح لالتقائهما فَإِن قيل هَلَاّ كُسِرت كَمَا كُسرت ذالُ إِذْ قيل إِنَّمَا أُسكِنت الدَّال هَرَبَاً من ثِقَل الضَّمة فَلم يَكُونُوا ليُحدثوا نَحوا مِمَّا هربوا مِنْهُ، قَالَ: وَقَالَ أَبُو الْحسن فِي قَوْله وأنتَ إذٍ صَحِيح أَرَادَ حينئذٍ فسألتُ أَبَا عَليّ فَقلت أتعتَقِدُ أَن أَبَا الْحسن يرى كسرةَ الذَّال علامةَ الْجَرّ الَّذِي أحدثَت الإضافةُ إِلَيْهِ هَذَا مَا لَا يُظَنُّ بِهِ بل بِأَكْثَرَ المبتدئين قَالَ إِنَّمَا أَرَادَ أَن حينَ مرادةٌ فِي الْمَعْنى الْمَعْرُوف فِي الِاسْتِعْمَال وَالْعَادَة فَأَما على أَنَّهَا أَحَدَثتْ فِي إذْ جرا ظَاهرا فَلَا، قَالَ: وَالْأَمر عِنْدِي على مَا ذَكَرَ وَقَول أبي ذُؤَيْب أَيْضا: تَواعَدْنا الرُّبَيْقَ لِنَنْزِلَنْه وَلم تَشْعُرْ إِذا أنّي خَليفُ قَالَ ابْن جني: قَالَ خَالِد إِذا لُغَة هُذَيْل وغيرُهم يَقُول إِذْ وَيَنْبَغِي أَن يكون فتحةُ ذال إِذا فِي هَذِه اللُّغَة لسُكونها
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute