للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

البقر، ورضيتم بالزّرع، وتركتم الجهاد في سبيل الله؛ سلّط الله عليكم ذلاًّ لا ينزعه عنكم؛ حتى ترجعوا إلى دينكم" (١)، مِن أهم النصوص في مبحثنا هذا؛ لاستجلاب النصر ورفع الذلّة والهوان، وكان شيخنا -رحمه الله- يُكثر مِن افتتاحه بهذا الحديث العظيم؛ ليبيّن كيف تسعد الأمّة في الدارين.

كيف تَنْتصر أمّة؛ وفيها مَن يتحايل في بيعها وشرائها؟!

كيف تَنتصر أمّة؛ وفيها مَن همُّه الاستكثار من المال، مِن غير مبالاةٍ أمِن حرامٍ هو أمْ مِنْ حلال؟!

لا بُدَّ مِن التجرُّد مِن أهواء النفوس وحظوظها.

لقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كلمة بيّنةً واضحة: "سلّط الله عليكم ذُلاً؛ لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم (٢) ".

فمن قال: هذه فروع وقشور؛ فإنه مخُالِفٌ هدي النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقد بيّن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنّ الذّل لا يُنزع إلاّ بأمور؛ منها تَرْك التحايل.

وليس ببعيدٍ عنّا ما جرى لليهود مِن ضروبٍ مِن التحايل ورَد ذكرها في الكتاب والسُنّة؛ كانت سبباً في عذابهم وإذلالهم.

ومن ذلك قوله -تعالى-: {وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا


(١) أخرجه أحمد وأبو داود، وانظر تفصيل تخريجه في "الصحيحة" (١١) وتقدّم.
(٢) وما هو الدين الذي نرجع إليه؟ إنه الكتاب والسنّة بمنهج الصحابة -رضي الله عنهم- وسلف الأمّة، وها نحن نزعم أننا متمسكون بالدين، فأين نحن مِن نزع الذلّة والهوان؟!.

<<  <  ج: ص:  >  >>