الشيخ صالح بن أحمد بن موسى بن أبي القاسم المغربي المالكي الخلوتي الشهير بالسمعوني
العلم الفرد في العلوم والمعارف، والأوحد المقصد في بدائع اللطائف والطرائف، من اشتهر بالعبادة والطاعة، وعرفه الناس بالزهادة والقناعة. ولد في جزيرة وغليس من أعمال الجزائر الغربية سنة أربعين ومائتين وألف، ونشأ بها وأخذ عن علمائها الكرام، وجهابذتها الفخام، واستقام بها اثنتين وعشرين سنة وهو مجد في طلب العلوم الشرعية، ومجتهد في تحصيل العلوم النقلية والعقلية. ثم لما أخذت الدولة الفرنسية الجزائر، وتعطلت المساجد والمنابر والمنائر، هاجر المترجم إلى دمشق الشام، وذلك سنة أربع وستين ومائتين وألف من هجرة سيدة الأنام، فجعلها محل إقامته، وموطن راحته وكرامته. وأخذ عن علمائها العظام أنواع الفضائل، إلى أن صار معدوداً من الأفاضل. وله منظومة في فقه السادة المالكية، وقد كتب عليها حاشية جليلة جلية، وله شرح على رسالة في علم الميقات، قد جمع فيه ما نثرته يد الشتات، وله تاريخ على طريق الرمز والإيماء والإشارة، وصل فيه لقدوم محمد رشدي باشا الشرواني الوزير الأعظم الذي كان قد تولى الصدارة، وله فيه أسلوب عجيب، وطريق نادر غريب. وكان صالحاً تقياً وفالحاً تقياً، رفيع المقام وافر الاحترام، مقبلاً على الله مدبراً