للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تجلت لنا ذات السنا المتألق ... تميد بقد بالملاحة مشرق

بأبهى محيا زانه در مبسم ... تحيي بأشهى من حميا مروق

تتيه دلالاً في حلي وحلة ... وتزهو جمالاً قد حلا بترقرق

رشيقة شكل زينت بمحاسن ... بديعة حسن أتقنت بتأنق

ترق بظرف تسترق به النهى ... وترنو بطرف للقلوب مفوق

شمائلها سلاماً رق معنى لسامع ... وأبدت كلاماً دق معنى لذائق

فهمت بها لما فهمت خطابها ... وقابلتها مذ أقبلت بتشوق

وقبلتها حباً لها وقبلتها ... وأمهرتها روحي وجسمي وما بقي

ولم لا ومهديها السراج ضياؤنا ... أخو الفضل بل رب الكمال المحقق

مجيد لأفراد المناقب أجمعا ... مجيد إلى أعلى المراتب مرتقي

همام له الباع الطويل تفضلا ... يفيض به من بحره المتدفق

أديب أريب لا يجارى بحلبة البديع وفي الإبداع أبرع مفلق

فيا بارعاً وشى الطروس بنثره ... ونظم كما الدر النضيد المنسق

ومن سخرت أعلى المعاني له متى ... دعاها أجابته بغير تعوق

أتت بنت فكر منك تخطب خطة ... يضيق نطاق عن نداها ومنطقي

ولولا الحيا من وجه جاك سيدي ... مطلت بها فالمطل حيلة مملق

فدونكها خجلاء عطا فحلها ... بحلي قبول بالتفضل أليق

ودم وابق واسلم في هناء وغبطة ... برغم حسود لا يغيظك أحمق

ولم يزل هذا المترجم مستوياً على عرش أدبه، متصاعداً في ترقيه نحو بلوغ أربه، إلى أن قصد الدار الآخرة، وسكن غرفته السامية الفاخرة، وذلك في أوائل القرن الثالث عشر رحمه الله تعالى.

<<  <   >  >>