حق الاختبار، فلم أجد له غير لسان مثار، قال وبعد أشهر تبرم عن ملازمته وتباعد عن مجالسته واتخذ له حجرة في الحرم، وعزل نفسه عنه اعتزال النقي عن الحرم، وحكى عنه أشياء عجيبة، وأموراً غريبة وهو بها معذور، وكل منهما على قصده مثاب ومأجور، غير أنه لو تباعد عن الطعن فيه لكان أولى، ولو سلم له حاله لكان أعلى، وما كل إنسان يفهم المقصود من كلامهم، ولا كل امرىء يدرس سامي مرامهم، لأن لهم اصطلاحاً لا يدريه سوى أهله، فمن لم يعلمه فلا يلمهم بل يبكي على جهله، ولأهل الروم فيه اعتقاد جميل، ومواهبهم تصل إليه في كل قليل، مات رحمه الله تعالى سنة ست ومائتين وألف.
[السيد حسين بن يحيى بن إبراهيم الدؤلي الذماري الحنفي الماتريدي]
قال في البدر الطالع: ولد في سنة ألف ومائة وتسع وثلاثين وبيني وبينه من المودة ما لا يعبر عنه، وهو من جملة من رغبني في شرح المنتقى، فلما أعان الله على إتمامه، راسلني في الإرسال إليه بنسخة، ولما ألفت الرسالة التي سميتها إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي ونقلت إجماعهم من ثلاث عشرة طريقة، على عدم ذكر الصحابة بسب وما يقاربه، وقعت هذه الرسالة بأيدي جماعة من الروافض فجالوا وصالوا، وتعصبوا وتحزبوا، وأجابوا بأجوبة ليس فيها إلا محض السباب والمشاتمة، وكتبوا أبحاثاً نقلوها من كتب الإمامية وزاد الشر وعظمت الفتنة، وأعانهم علي جماعة ممن له صولة ودولة، وتعصب أهل العلم لها وعليها، وكل من له أدنى معرفة بعلم، يعلم أني لم أذكر فيها إلا مجرد الذب عن أعراض الصحابة الذين هم خير القرون؛ ثم قال: وإن المترجم ناشر للعلم في مدينته ذمار، مع تحمله لما يلاقيه من الجفاء الزائد من أهل بلده بسبب نشره لعلم الحديث بينهم، وميله إلى الإنصاف في بعض المسائل، مع مبالغته في التكتم