هذا الذي شرف الأشراف تم به ... هذا الذي هو للعلياء مخطوب
هذا الذي يسعد العبد الشقي به ... فكم وكم نال فيه الأمن مرغوب
غيث مغيث لمن فيه استغاث وكم ... نجا بهمته العلياء مكروب
وكم ذليل به قد عز جانبه ... وكم بعيد به أدناه تقريب
سر من الله في كل الوجود سرى ... منه إلى الخلق ترغيب وترهيب
شمس المعارف من إشراق حكمته ... للعارفين بدت منها أعاجيب
بني رفاعة سدتم رفعة وعلاً ... وذكركم في جباه الفخر مكتوب
تمت محامدكم في عز أحمدكم ... فمجدكم مثل في الكون مضروب
هو الإمام الذي ديوانه أبداً ... في الكائنات مدى الأيام منصوب
فرد به مفردات الفضل قد جمعت ... ندب بكل شديد الهول مندوب
روحي وراحي وريحاني مدائحه ... وحبه لفؤادي فيه تهذيب
يا أحمد الأولياء انظر إلي وقل ... لا تخش أنت علي اليوم محسوب
يا صاحب الهمة العلياء خذ بيدي ... إني وحقك للأعداء مغلوب
يشفى لديغ الأفاعي من عزائمكم ... وعبدكم بأفاعي البعد ملسوب
حاشا لمجدك أن ترضى ببعد فتى ... له إلى بابكم بالذل تأويب
يا عترة المصطفى أنتم أكارم لا ... يخيب فيكم لدى الآمال مطلوب
إن تقبلوني على عيبي فيا شرفي ... فليس لي غيركم قصد ومرغوب
فأنعموا بقبولي واملؤوا قدحي ... من راحكم فهو للأرواح مصحوب
صلى الإله على المختار جدكمو ... ما فاح في الكون من ذكراكم الطيب
والآل والصحب ما نادى محبكمو ... قلبي إليكم بأيدي الشوق مجذوب
توفي رحمه الله في شهر ربيع الأول من عام ألف وثلاثمائة وخمسة وما بقي في البلد كبير ولا ولد حتى شيع جنازته، رحمة الله عليه آمين.