شعره يترقى ويروق، ويعلو على شعراء عصره ويفوق، فإن غزله ونسيبه أرق من نسيم الصبا، وأمداحه محصورة في مدح حضرة المصطفى، والأولياء والصلحاء. وديوان شعره طبعوه في حلب، تتداوله أيدي الفضلاء، وأكف البلغاء. ولما كنت في الموصل لا زال يزورني ويهدي إلى فكري لطيف إنشاده، وما كان يقطع زيارته على معتاده. ثم إنه أخذ الطريقة الرفاعية عن الشيخ حاجي سلطان، والطريقة النقشبندية من المرحوم الشيخ السيد محمد أفندي النوري. ولا زال يترقى حاله في الصلاح، وطريق النجاح، حتى استخفه الشطح، فكان طوراً تجذبه حبال الجذبة، وطوراً يعقله زمام العقل، وحالاته أصبحت ممتزجة بالقبض والبسط، والرفع والحط. ثم إنه فقد بصره، وبقي أغلب أحيانه يمشي بالأزقة ويرقد فيها ليلاً، ويجر في أوحالها ذيلاً، لكنه قبل وفاته كما قيل لي بأنه قد عاد إليه عقله، واصطلح فرضه ونفله، وإنه عند أغلب أهل جلدته، وأكابر بلدته، مظنة الولاية، مع ما ينضم إليها من الدراية، ومن نظمه: