للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبرس لأجل ولاية جاكم بن جوان (١) صاحب قبرس، وعين من الأمراء الأمير يونس الدوادار الكبير صهر السلطان وجعله باش العسكر، وعين سودون قراقاش حاجب الحجاب وقائم التاجر أحد المقدمين، وعين من الأمراء الطبلخانات برد بك البجمقدار وجانى بك الظريف ويشبك الفقيه المؤيدى، ومن العشرات حكم خال الملك العزيز، ومن المماليك السلطانية نحوا من خمسمائة مملوك. وفيه جاءت الأخبار من مكة بوفاة يرشباى الأينالى باش المجاورين بمكة المشرفة (٢)، فلما مات أنعم السلطان بأمرته على دولاتباى حمام الأشرفى، وأنعم على خاير بك من حديد الأشرفى بأمرة عشرة


السلطانى وأراد بقاء الملكة صاحبة قبرس على عادتها وخلع على قصادها أعيان الفرنج واستقر تغرى بردى الطيارى مسفرها وعلى يده تقليدها وخلعتها، وكان الفرنجي جاكم أخوها حاضر الموكب وقد جلس تحت مقدمى الألوف فعز عليه ولاية أخته وإبقاءها على ملك الأفقسية من جزيرة قبرس مع وجوده فقام على قدميه واستغاث وتكلم بكلام معناه أنه قد جاء إلى مصر والتجأ إلى السلطان ودخل تحت كنفه وله عنده هذه المدة الطويلة وأنه أحق بالملك من أخته وبكى، فلم يسمع السلطان له وصمم على ولاية أخته وأمره بالنزول إلى حيث هو سكنه، فما هو إلا أن قام جاكم المذكور وخرج من باب الحوش الأوسط ثم خرج بعده أخصامه حواشي أخته وعليهم الخلع السلطانية مدت الأجلاب أيديها إلى أخصام جاكم من الفرنج وتناولوهم بالضرب والإخراق وتمزيق الخلع واستغاثوا بكلمة واحدة أنهم لا يريدون إلا تولية جاكم هذا مكان والده وعظمت الغوغاء، فلم يسع السلطان إلا أن أذعن في الحال بعزل الملكة وتولية جاكم على رغم السلطان بعد أن أمعنوا المماليك الأجلاب فى سب الأمير برد بك الدوادار الثاني وقالوا له أنت أفرنجي وتحامى الفرنج» -
النجوم الزاهرة ص ٥٤٣ - ٥٤٤.
وصار المماليك الجلبان «يوبخون أرباب الدولة والسلطان ويقولون كيف يلتجئ إليكم شخص وتولون غيره هذا ما لا يكون أبداً، فلما سمع السلطان كلامهم علم أنه إن لم يول جاكم ثارت فتنة، هذا مع مساعدة الدوادار الكبير يونس الجاكم، ولكن كان الدوادار الثاني برد بك الفرنحي رأى أن المصلحة في إبقاء الملكة وهو أجدر بالمصلحة لمعرفته بأحوال قبرس لكون أصله منها وأقاربه إلى الآن بها ولهذا أضاف المماليك برد بك أيضاً في السب والبهدلة وربما هموا بضربه، فلما رأى السلطان ذلك لم يجد بدا من طلب جاكم فخلع عليه بولاية قرس وعزل أخته» حوادث الدهور ص ٣٣٩.
«وفى الحال خلع على جاكم ورسم بخروج تجريدة من الأمراء إلى غزو قبرس» النجوم الزاهرة ص ٥٤٤.
(١) في الأصل أرجوان.
(٢) انظر النجوم الزاهرة ص ٦٤٠، والضوء اللامع ج ١٠ ص ٢٦٩ رقم ١٠٧١.
Wiet، Manhal Sàfi، p. ٣٩٩، nd. ٢٦٤٩

<<  <  ج: ص:  >  >>