للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ الصالح جلال الدين المحلى (١) وهو محمد بن أحمد بن محمد بن إبراهيم ابن أحمد بن هاشم الشافعي، وكان عالما فاضلا بارعاً في العلوم ديناً خيراً عارفا بالفقه ولى تدريس الشافعية بالمدرسة البرقوقية والجامع المؤيدى، وألف الكتب الجليلة فى علوم الفقة وغير ذلك على مذهب الشافعي وقد خضعت له الناس، وكان مولده سنة إحدى وتسعين وسبعمائة. وفيه توفى الشيخ مجد الدين أبو السعادات محمد الكتبي إمام الصرغتمشية، وكان حنفى المذهب، ولما مات وجد عنده فوق الأربعة آلاف مجلد، وكان غير ناجب في العلم مع اشتغاله. وفيه (٢) حضر العسكر الذي توجه إلى الجون (٣)، وكان في هذه التجريدة من الأمراء جاني بك كوهيه و مغلباى طاز و برد بك المشطوب وغير ذلك من الجند، ومات في هذه السفرة قانى باى قرا ستقل (٤) وكان لا بأس به، وحضر صحبتهم من الفرنج أسراء نحواً من مائة وخمسين نفر، وكان فيهم قنصل الفرنج (٥)، فرسم السلطان بضرب رقاب جماعة منهم وسجن جماعة، وقيد القنصل وطاب


(١) «نسبة إلى المحلة الكبرى من الغربية» - توفي في صبيحة يوم السبت أول المحرم - الضوء اللامع ج ٧ ص ٣٩ - ٤١ رقم ٨٢، انظر أيضاً النجوم الزاهرة ص ٦٢٨ - ٦٢٩، وحسن المحاضرة ج ١ ص ٢٠٤ - ٢٠٥.
(٢) في ١٧ منه النجوم الزاهرة ص ٥٢٢.
(٣) «إلى بلاد إلجون بير التركية لإحضار الأخشاب» النجوم الزاهرة ص ٥٢٢.
(٤) «توفى بمدينة طرابلس. . . في توجهه إلى الجون» - النجوم الزاهرة ص ٥٢٢ حاشية Wiet، Manhal Safi، p. ٢٦٩، No. ١٨١٩.
(٥) «وفى المحبوسين قنصل جنوه. . .» النجوم الزاهرة ص ٥٢٢ حاشية aa وفى يوم السبت ٥ صفر «عرض السلطان الفرنجي القنصل المذكور قريباً وطلب منه المبلغ المقرر عليه فحضر من تجار الفرنج من يزن عنه ثلاثة آلاف دينار فلم يرض السلطان بذلك وصمم على قتله إن لم يف بالمائة ألف دينار ثم حط بعد ذلك على شيء يسير» وفى ٨ صفر «عرض السلطان بقية الأسرى من الفرنج وعرض عليهم الإسلام فأسلم منهم جماعة ففرقهم بعد ذلك على جماعته» حوادث الدهور ص ٣٢٩ - ٣٣٠.
وقد كانت علاقات مصر التجارية إذ ذاك مع تجار البندقية «فكانت قوات جنوه المنافسة للبندقية تشن الغارات على السفن المصرية، ولا سيما بعد أن فتحت مصر جزيرة قبرس وتولى. Jacques II عرشها نائباً عن سلطان مصر فقد تحولت سياسة قبرس التجارية أيضاً نحو البندقية»،
انظر في ذلك: Heyd، Histoire du Commerce du Levant، II، ٤٢١ ff

<<  <  ج: ص:  >  >>