للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وباس الأرض وطلب التقدمة التي شغرت، فأبى السلطان من ذلك، وحصل بين جاني بك الظريف وبين الأمير يونس الدوادار في ذلك اليوم تشاجر بسبب ذلك، ونزل جانى بك الظريف من القلعة على غير رضا، وكان ذلك سببا لسرعة زوال الملك المؤيد عن قريب. - ثم إن السلطان نادى في الحوش للعسكر بأن نفقة البيعة فى يوم الثلاثاء عشرين هذا الشهر لكل مملوك مائة دينار فسر الجند بذلك وارتفعت له الأصوات بالدعاء هذا كله جرى ووالده الأشرف فى قيد الحياة إلى أن مات في يوم الخميس بعد العصر وذلك في خامس عشر جمادى الأولى من تلك السنة، فلما مات شرعوا في تجهيزه وأخرجوه عند باب الستارة، وصلى عليه الخليفة يوسف وولده الملك المؤيد أحمد، ثم نزلت جنازته من سلم المدرج وتوجهوا به إلى تربته التي أنشأها في الصحراء كما تقدم. - ثم إن السلطان بعث نفقات الأمراء (١) فحمل للأتابكى خشقدم أربعة آلاف دينار (٢)، ولأرباب الوظائف من المقدمين الألوف لكل واحد ألفين وخمسمائة دينار، ولبقية المقدمين لكل واحد منهم ألفين دينار، وحمل للأمراء الطبلخانات لكل واحد منهم خمسمائة دينار، وحمل إلى الأمراء العشرات لكل واحد منهم مائتي دينار، ثم نفق على الجند على العادة القديمة من مائة دينار إلى ما دون ذلك إلى عشرة دنانير ثم أن السلطان أنعم على يشبك البجاسي الأشرفي بتقدمه ألف (٣)، ويشبك هذا كان من مماليك الأشرف أينال، وكان في أيام استاذه مقدم ألف بحلب، ثم حضر إلى القاهرة فبقى مقدم ألف بمصر.

وفي جمادى الآخرة عين السلطان جماعة من خواصه من الأمراء والخاصكية بالتوجه إلى البلاد الشامية وغيرها ببشارة سلطنته إلى النواب وغيرهم (٤).


(١) في ١٨ جمادى الأولى - النجوم الزاهرة ض ٦٤٨ - ٦٤٩.
(٢) «ألف دينار بسبب حمله القبة والطير على رأس السلطان يوم سلطنته والبقية نفقة السلطنة» النجوم الزاهرة ص ٦٤٨.
(٣) في ١٩ جمادى الأولى - المرجع السابق ص ٦٤٩.
(٤) انظر بعض التفاصيل الأخرى فى النجوم الزاهرة ص ٦٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>