للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(وَأَحَبُّ الْأَسْمَاءِ) إلى الله: (عَبْدُ الله، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ) (١)، رواه مسلمٌ مرفوعًا (٢). وكلُّ ما أضيفَ إلى اسمٍ من أسماءِ الله تعالى فحسنٌ (٣). (وَتَحْرُمُ التَّسْمِيَةُ بِعَبْدِ غَيْرِ اللهِ) تعالى (٤). قال ابن حزم (٥): "اتفقُوا -يعني: أهلَ العلم- على تحريمِ كلِّ اسمٍ معبَّدٍ لغيرِ الله تعالى" (٦)، (كَعَبْدِ النَّبِيِّ، وَعَبْدِ المَسِيحِ) ونحوِه. قال ابن القيم (٧): "وأمَّا قولُه : "أَنَا ابْنُ عَبْدِ المطَّلِبِ" (٨) فليسَ من باب إفشاءِ التسميةِ، بل من بابِ الإخبَارِ باسمِ الذي عُرِفَ بهِ المسمى، والأخبار بمثلِ ذلكَ على وجهِ تعريفِ المسمَّى لا يحرُمُ؛ فبابُ الإخبارِ أوسعُ من بابِ الإنشَاءِ" (٩). وكذا يحرمُ التسميةُ بسيدِ الناسِ، وسيدِ الكلِّ، كما يحرمُ بسيدِ ولدِ آدمَ (١٠). ويجوزُ التكنيةُ بأبي فلانٍ وأمِّ فلانة (١١). ويحرمُ من الألقابِ ما لم يقعْ على مخرجٍ صحيحٍ (١٢)؛ لأنه كذبٌ. على التأويلِ في "كمَالِ الدِّينِ" و"شرفِ الدِّينِ": أن


(١) انظر: المستوعب ١/ ٦٦٢، التوضيح ٢/ ٥٤٤، منتهى الإرادات ١/ ٢١٧.
(٢) من حديث ابن عمر ولفظه: "إِنَّ أَحَبَّ أَسْمَائِكِمْ إِلَى الله عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ". في كتاب الآداب، باب النهي عن التكني بأبي القاسم وبيان ما يستحب من الأسماء (٢١٣٢) ٣/ ١٦٨٢.
(٣) انظر: الفروع ٦/ ١٠٧، الإقناع ٢/ ٥٥، كشف المخدرات ١/ ٣٤١.
(٤) انظر: معونة أولي النهى ٣/ ٥٧٤، غاية المنتهى ١/ ٤٣٩، الروض المربع ١/ ٥٤١.
(٥) هو: أبو محمد، علي بن أحمد بن سعيد بن حزم القرطبي الأموي مولاهم. تقدمت ترجمته في الجزء الأول.
(٦) انظره في: مراتب الإجماع ١١٧.
(٧) هو: أبو عبد الله، محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي الدمشقي المشهور بابن قيِّم الجوزية. تقدمت ترجمته في الجزء الأول.
(٨) في حديث البراء بن عازب أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب بغلة النبي البيضاء (٢٨٧٤) ٣/ ١٠٥٤، ومسلم في كتاب الجهاد والسير، باب غزوة حنين (١٧٧٦) ٣/ ١٤٠٠.
(٩) انظره في: تحفة المودود ١١٤. وفيه بعد قوله: "لا يحرم": "ولا وجه لتخصيص أبي محمد بن حزم ذلك بعبد المطلب خاصة فقد كان الصحابة يسمون بني عبد شمس وبني عبد الدار بأسمائهم ولا ينكر عليهم النبي، فباب الإخبار .. ".
(١٠) انظر: الإقناع ٢/ ٥٧، غاية المنتهى ١/ ٤٣٩، حاشية الروض المربع ٤/ ٢٤٨.
(١١) انظر: التوضيح ٢/ ٥٤٥، زاد المعاد ٢/ ٣١٤، الفروع ٦/ ١١٤.
(١٢) أي: أنه ينبغي عند إطلاق اللقب أن توجد رابطة تجمع بين الأصل والفرع، ليكون الكلام=

<<  <  ج: ص:  >  >>